مجلة حـــــروف من نــــــــور مجلة حـــــروف من نــــــــور

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

إنقلاب فطرى...........بقلم حمدى موسى



 

  من المعروف من الناحية النفسية والعضوية أن هناك عداءاً تاريخيا بين بعض أنواع الحيوانات فمثلاً بين الفئران والقطط من ناحية والقطط والكلاب من ناحية آخرى عداءاً تاريخياً معروفاً حتى يحكى أنه لما إشتد العداء بين الفئران والقطط تدخل كبار الحيوانات للصلح بينهم وبالفعل تم عمل إتفاق صلح بين الفئران والقطط ووقع عليه الجميع ولكن بعد فترة إكتشفت القطط أنها هى الخاسر الوحيد من جراء هذا الإتفاق فالفئران قد إستفادت بأن أمنت مكر القطط ولم تعد تأكلها أو تطاردها كما كان من قبل  وما استفادت القطط من شئ غير أنها شعرت بنقص فى أهم مواردها الغذائية و لم تستفد شيئا من هذا الصلح فراحوا يراجعون أنفسهم فى شأن الصلح مع الفئران وخلصوا إلى أنه لابد من إلغاء معاهدة الصلح المبرمة مع الفئران ولكن كيف ؟ فلو قامت القطط بمخالفة المعاهدة لقامت عليها كل الحيوانات. ولكنهم توصلوا إلى أنهم لابد وأن يعملوا على أن يحدثوا بعض المشكلات مع الفئران حتى يتمكنوا من تجميد الإتفاقية وجعل الفئران فى موقف المتهم حتى لا تقوم الحيوانات بالتكتل ضدهم .فجاءوا بقط مشاكس مشاغب وأوكلوا إليه مهمة استفزاز الفئران حتى يوقعوهم فى الخطأ مما يمكنهم أى القطط من الهجوم عليهم  والإدعاء بان الفئران هم من خالفوا المعاهدة وسيصدق الجميع فهم حيوانات. وبالفعل ذهب هذا القط المشاكس إلى أحد الفئران وكان يمشى بمفرده آمنا مطمئنا فمشى بجواره وقال له متعفرشى ففهم الفأر ان القط هذا ماجاء إليه إلا ليستفزه فقال الفأر حاضر وبعد خطوات قليلة كرر القط قولته للفأر متعفرشى فقال الفأر حاضر  وبعد خطوات قال له متعفرشى  فقال الفأر حاضر ثم فكر الفأر لينجو من هذا القط المشاكس فتركه ونزل إلى الماء فنزل القط وراءه ومشى بجواره وقال له متعفرشى فقال الفأر انا اسير فى الماء فقال له القط ماهى اللماضه دى اللى هتوديكوا فى داهيه وانقض عليه فأكله  .إذن فالعداء التاريخى معروف من قديم الأزل بين فصائل  بعض الحيوانات . واذكر هنا أن لى صديقا يخاف الفئران جدا وقد شعرت زوجته يوما أن بالبيت فأر فنادت عليه ليخرجه فما كان منه إلا أن قام يموء (ينونو)  للفأر  ليوهمه أن بالبيت قطا .وكنا صغارا نرى القط يتسلق الجدران والأبواب مذعورا من نباح كلب . ولكنى ذات يوم وانا أمر على أحد الأماكن التى اتخذها الناس من بعد الثورة مقلبا للقمامة  حيث تحولت مصر إلى مقلب كبير للقمامة حيث أن المشكلة لا تكمن فى زبالة الناس ولكن المشكلة تكمن فى الناس الزبالة أقول وأنا أمر على مقلب للقمامة وجدت عجبا عجابا وجدت كلبا وقطا يتقاسمان كيسا للقمامه لم يفتح بعد ويتعاونان بجد واجتهاد على فتح هذا الكيس كل من ناحيتة فوقفت مشدوها افكر كيف لهذا وذاك أن يكونا معاً فى هذا الموقف وما كل هذا الآمان الذى يشعر به القط فى حضرة الكلب وعن بعد كانت الفئران تروح تغدو بلا ذعر وكأنهم فى فسحة أو نزهة فالكل لا خوف عليهم ولاهم يحزنون وتوصلت إلى أنه لابد وأن يكون قد إتفقت جميع الأطراف على معاهدة صلح ولابد أن يكون قد دار حوارا بين الفصائل المتناحرة من الفئران والقطط والكلاب وإلا كيف اقتربوا من بعض كل هذا الإقتراب كيف لأعداء بينهم من الدماء أجيال ومن الزمان قرون أن يتعاونوا كل هذا التعاون وكأنهم أخوة متحابون يصلون أرحامهم ويعودون مرضاهم ويرحمون صغارهم ويحسنون إلى جيرانهم كيف يحدث هذا إلا لو كانوا قد تكلموا بلغة واحدة وشعروا بمصير واحد وإجتمعوا على كلمة سواء . حتى أننى قد عادت بى الذاكرة لأتذكر موقفا رايته بأم عينى حيث كانت إحدى السيدات فى سيارتها الفارهه تجلس فى المقعد الخلفى للسيارة وتحمل بين أحضانها كلبا  من النوع المهجن الذى يحمل صفات مشتركة من القطط والكلاب فقلت  فى نفسى هل وصل الأمر إلى ان يتزوج الكلاب والقطط من بعضهم البعض هل وصل السلام بينهم إلى هذا الحد وازددت عجباً لما رأيت تلك السيدة تعامل الكلب معاملة رقيقة حانية تقبلة من فمه وتربت على كتفه وتملس على شعره فقلت يا ألله هل وصل الأمر إلى أن القطط والكلاب قد عقدوا معاهدات للصلح مع بنى البشر أيضاً .فلقد كانت الدولة فى زمن قريب تقوم بنفسها بمطاردة الكلاب فى الشوارع ما الذى حدث ما الذى غير الكلاب  والقطط إلى تلك الصورة الجميلة لا شك أنه السلام  وجاءتنى خاطرة أنه ربما يكون هذا الكلب المرفه الغارق فى أحضان صاحبته ليس أبن كلب أوربما تكون هذه السيدة هى اللى بنت كلب ورجحت الثانية فلقد استطاعت الحيوانات أن تخترق كل المواقع فلم لا تكون قد اخترقت ايضا جينات البشر وتناسلوا فلم لا ؟ وعلى جانب آخر رأيت بنى آدم  يتناحرون فيما بينهم على كل الأصعدة السياسيةوالثقافية والإجتماعية والدينية وكل المستويات فالحرب تدور بين بنى البشر بلا رحمة ولاهوادة وفشلت كل الهيئات الدولية والأممية فى نزع فتيل الحروب بين بنى البشر حتى أن هناك أرضا بلا ناس وناسا بلا أرض أناس يموتون جوعا وأخرون يموتون ترفا فكيف  فشل بنى البشر فيما نجح فيه بنى الحيوان . والخلاصة التى خلصت إليها بعدما رأيت رأى العين نحلة تقف على بعض من سولار ملقى على الأرض أنه قد حدث خللا واضحا فى فطرة الكائنات الحية......ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس


   
                                                                         بألمى/ حمدى موسى

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

زوار المدونة

احصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

مجلة حـــــروف من نــــــــور

2016