مجلة حـــــروف من نــــــــور مجلة حـــــروف من نــــــــور

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الجدار.....قصيدة بقلم الشاعر / السيد جلال




يا شيخُ ياسين الفلاحُ لكَ..
الرباح لكَ..
النعيمُ لكْ
والفاجرُ القوّادُ بائعُ عرضهِ
هو ظالمٌ بالظالمين هلكْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجدار......
وبنوا على جسدي ـ بأوزاري ـ جداراً فاصلاً بين الضلوعِ وبين فلبي،
بل وبين دماءِ قلبي الحرةِ الغليانِ والفورانِ تأكلُ بعضَها،وحطام ِقلبي...
ضدّان مختصمانِ:قلبي والجدار.........
حقاَ أقولُ لكم،فبعضي ميّتٌ شوْقاً تحاصرهُ بنادقُهمْ،وبعضي ميّتٌ يحاصرهُ تجاهلكم،وبعضي ميّتٌ عند الحدودِ،وعينُهُ خلْفَ الجدارِ،تُراقبُ الأوجاعَ منْ ثقبٍ صغيرٍ،تذرفُ الدّمْعَ المطرّزَ بالمرارِ يسيلُ ما بين الفراتِ،ودجلةٍ،
والعاص،والنيلِ...الذينَ تعاهدوا ألاّ طريقَ لهم سوى الصمْتِ المهينِ...،
وليتهُ موتٌ بلا وحلٍ ولا طينِ...فيا منْ تصرخين وحين ترضعُ طفلَها من بين سلكٍ شائكٍ تتوجهين إلى الرّدى قولي لبهمْ....،يا أيها الشيخُ الذي هدموا على أحفادهِ ثكناتهِم ،وخيامَهمْ اقصصْ لهمْ...،يا أيها الشيخُ القعيدُ غزا المشيبُ حياتَهُ،وغزوتَ بالقرآنِ معقلَهمْ وما يحلو لهمْ..وضّحْ لهمْ...
يا أيّها الشّيخُ المُضيء جبيُهُ،والوحلُ في كلّ المدائن حولَهُ فاقَ الحناجرَ،
والمناخرَ،والرءوسَ انصحْ لهُمْ...يا أيها المتسابقون إلى الشهادةِ عزّةً قولوا لهُمْ:إنّي رأيتُ حبيبةً منْ شُرْفةِ الجولانِ بثّتْ حُبّها لحبيبها بمكبّرِ الصّوْتِ
العليلِ لعلّهُ في صحْوةِ أنْ يُنْقذَ الشّرَفَ الأسيرَ من الهوانْ.....
حقّاً أقولُ لكُمْ، وحقّاً تُسفِكُونَ دمي، وتنتزعُون عيني
مثلما جرّدتموني من ردائي....
بيني وبينكُمُ جدارُ من جماجمِ أصدقائي..
بيني وبينكُمُ جدارٌ من عظامِ كرامتي،
بيني وبينكُمُ جدارٌ من لظى شيّدتمًُوهُ من نزيفِ الكبرياءِ
حقاً أقولُ لكُمْ إذِ الورمُ الخبيثُ أتى الديارْ.....!
وجميعُكُمْ "بيلاطِسُ" المظلومُ والمتهُومُ في دمِنا،وحتى الآنَ لم يغسلْ يديه.!
وجميعهُمْ "برباسُ" إذْ حكمتْ لهُ الأيامُ عنْ جورٍ،وعنْ صلفٍ فلمْ يخجلْ ولمْ يُدْهَشْ،ولنْ يأسىَ على المصلوبِ في عنقِ القضاءِ يئنُّ من جمرٍعلى عينيهْ
وهناكَ يا وطني صفّقَ الجمهُورُ في مقصورةِ العُملاءِ،والأمراءِ،والنُّكباءِ،
والبلغاءِ،والبُغلاءِ،والُّنبهاءِ،والنّهباءِ ظناً أنَّ نصراً قد يكونُ للحظةٍ،أو ذاتَ
يومٍ للجدارْ.
حقّاً أقولُ لكُمْ / لهمْ:
يا منْ بنيتُمْ،وارتفعتُمْ بالبناءِ لعلكُمْ أنْ تُحكِموا حولي الحصارْ
أنا لنْ يُعطّلَ هِمّتي خطٌّ لـ "بارليفٍ"وألفٌ مثلُهُ فوق الجدارْ
فأنا ذراعٌ كفّهُ ستطالُكُمْ،وتنالُكُمْ بعد السدودِ،أو البحارْ
فأنا الحصارُ،أنا الجدارُ،أنا هما،أنا المرارُ،أنا الهلاكُ،أنا الدمارْ
وأنا الصباحُ،أنا الفَلاحُ،أنا الصلاحُ،أنا النَّهارُ،أنا النّهارْ

.............................
السيد جلال

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

زوار المدونة

احصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

مجلة حـــــروف من نــــــــور

2016