قلْ لِي أُحبُّكِ بَيْنَ الجِدِّ والهَزَلِ
فالقلبُ يَشْتاقُ ما يَهْواهُ مِنْ غَزَلِ
تَطْفو عَلَى جَمَراتِ العَيْنِ أَدْمُعُهُ
تَكْوي فُؤاديَ أَشْواقٌ بِلاَ أَمَلِ
أَعْتاشُ مِنْ نَظَراتٍ فِي سَواحِلِها
فَاضَتْ مَرَاكِبُ أَشْجانِي سَقَتْ مُقَلِي
خُذْنِي إِلَيْكَ فَطْولُ البَيْنِ أَنْهَكَنِي
وَامْلأْ كُؤُوسَ اللِّقا شَهْداً مِنَ القُبَلِ
واحْضُنْ فَمي فَرَذاذُ الصَّمْتِ أَرْهَقَني
وَامْلأْ جِرَارِيَ ما في الرّيقِ مِنْ عَسَلِ
واكْذِبْ عَلَيَّ بِأنَّ القَلبَ بِي وَلِهٌ
وَاغْزِلْ مِنَ الغَيْمِ قُفْطانًا يَقِي بَلَلِي
أَسْعَى إِلَيْكَ، فَخُذْنِي ما عَصيتُ هَوًى
ضَاعَتْ مَلاَمِحُهُ في زحْمَةِ الخَجِلِ
لا تَسْتَحِمَّ بِعِطْرِ الشَّمْسِ، غارِبَةً
بَلْ في شُروقِي كَنَجْمٍ غَيْرِ مُنْتَقِلِ
إنِّي بِلَحْظَةِ سَهْوٍ مِنْ جُنونِ يَدي
لمْلَمْتُ ثَوْبِيَ، مَعْصُومًا مِنَ الزَّلَلِ
جَاشَتْ دُروبُكَ باللذَّاتِ زاهِيَةً
مِنْ مُبصِرٍ لِدُموعِ الخَدِّ لم تَسَلِ
أَوْغَلْتَ في مُتَعِ الدُّنْيا، وَحَيْثُ أُرَى
كَالسَّهلِ يَألَفُهُ طَيْرٌ على جَبَلِ
يا مُشْبَهًا بِحَريرِ الجِلْدِ مَلْمَسُهُ
وشَّى الرّياضَ رَحِيقُ الثَّغرِ مِنْ عَسَلِ
قُلْ لِي أُحِبُّكِ بَيْنَ الجِدّ والهَزَلِ
قُلْهَا، فَعُمرُ الهَوَى يَمْضِي على عَجَلِ
...........
ناهدة الحلبي