أراكِ غَدَوْتِ للموتِ الكِتابَا**وَمَنْ
يقرأْهُ يَرحَلْ والشّبابَا
يُسَرْبَلُ كلُّ حرفٍ مِن دِمانا**وأسئلةٍ
وَلَمْ نُؤتَ الجَوابَــا
تخلَّتْ أُمُّنَا.. جَحَدَتْ بَنيها**وموجُ
البحرِ يضطرِبُ اضطِرابَا
على أعتابِنا يُمْسي هلاكٌ**وفي صحرائِنا نَغدو سَرابَا
وفي قِيعانِ وادِينا سُيوفٌ**على أنْصالِها
صفُّوا الرِّقابَا
على أدواحِنا خَرِسَتْ قَمَاريْ**وقُمْرٌ إنْ
تَغَنَّتْ كان صابَا
ففي أعشاشِها غَدْرٌ تَمَطَّى**وفوق
الغُصْنِ مِقلاعٌ أصابَا
وفوقَ وسائدِ الأحلامِ يُقْعي**مُصَادِرُ حُلْمِنا
المَرجُو اقْتِرابَا
وفي فِنْجانِ قهوتِنا نَذيرٌ**على الجُدرانِ
مَوسومٌ حِرابَا
وتلكَ محاكمُ التفتيشِ عادتْ**فلمْ تُفلِتْ فِجاجًا أو
شِعابَا
شكانَا السَّيفُ للسيْفِ انْتِحابا**على
شَعبٍ يُلَقَّنُ الِاحتِرابَا
ربيعُ الحاملينَ الوَردَ مَوتٌ**وشَوْكُ
الوردِ يُدْمي مَنْ أنابَا
عِنادٌ وافتئاتٌ وانقِسامٌ**وخَيْمةُ
عَدلِنا حُرِقَتْ عِقابَا
توازَى في خرائطِنا وِئامٌ**وعَذْلٌ يرتَجي طَلَلًا
خرابَا
وتِلْكَ مَدارِجُ الطَّيْرِ
المُعَنَّى**وَيُتْمٍ قد تآخَى والعَذابَا
نَقبْنا والجِدارُ غَدَا سَمِيكًا**فَمَنْ للضَّوءِ
يَقْنِصُهُ احتِسابَا؟
***
على خَيْلِ العِدا بِتْنا سُروجًا**وَيَخزَى
المُمْسِكونَ لهم رِكابَا
حِمارُ العَلْقميِّ غَدَا رُكوبًا**لِمَنْ جَمَعَ المواعِظَ
واستَجابَا
سَلوا التاريخَ قُرطُبَةٌ تُجِبْكُم**وجُلُّ
قُصورِها تبكي الغيابَا
سَلوا بغدادَ والفَيْحاءَ عَمَّا**أصابَهما
إذا طِقتُم جَوابَا
وبَيْروتَ
المُمَزَّقةَ الضَّواحي**وظَهْرَ القُدْسِ يُجْلَدُ مُسْتَتَابَا
وما صنعاءُ والحُوثِيُّ إلا**خِياناتٌ
وغَضَّنَتِ الإهابَا
***
سَتُسْأَلُ أُمُّنا عَمَّا
دَهانا**وألْبَسَنَا هوانًا واغتِرابَا
وألقانا على السِّنْدانِ قَهرًا**ومِطرقةٌ
تُصَيِّرُنَا خِضابَا
ألا يا أمُّ هيَّا واجمَعينا**سِهامُ
الفُرقَةَ انقَلَبَتْ ذِئابَا
وسُدِّي الثَّغْرَ مِنهُ أتَى
غَريمٌ**يُوَسِّدُنا المنيَّةَ والتُّرابَا
وعُودي لِلْخُزامى في رُبانا**وعِطرِ
محبَّةٍ مَلَأَ الجِعابَا
*****
15/2/2015
مِنْ ديوان: عِندما تبكي الدِّيار
(1)القُمرُ
والقَماري: جمعُ قُمْريٍّ وقُمريّةٍ وهو ضربٌ من الحمام// والصاب: شجرٌ له عصارةٌ
شديدةُ المرارة، صابا: مُرَّا
(2)
الفِجاج: جمعُ فجٍّ وهو الطريقُ الواسِعُ المُمْتَدّ/ الشِّعاب: جمعُ شِعبٍ وهو
الانفراجُ بين جَبلين
(3)يُقالُ: كان العلقميُّ بعدما أعطاهُ
التتارُ ولايةَ بغداد، راكبًا حِماره؛ وإذا بجُنديٍّ من جنود هولاكو في الطريقِ
يُهينُه بضربِ دابَّتِه لِتُسرِعَ؛ فنظرت إحداهُن للعلقميّ وقالت له: أهكذا كان
يُعاملُكَ العبَّاسيون؟ فأوجعتْهُ الكلمة ولَزِم دارَه حتى مات كَمَدًا..