عشت عمراً من حياتي أبتغي
عيشةً رغداءَ في تلكَ الحياةِ
سرتُ في كل طريقٍ جاهداً
لا أبالي من صعابٍ مهلكاتِ
قلت حتما سوف أحظى بالعلا
حين باتت نصبَ عيني أمنياتي
في مدارِ العمرِ دارت دورَها
لم يعد منها سوَى الذِّكرياتِ
كنتُ دوماَ راضياً لا أشتكي
ضيقَ حالي رغمَ كلَ الموجعاتِ
كنتُ في مدرستي مجتهداً
مستقيماً في الصُّفوفِ الأوليات
كنت مقداماً أُبارِي كلَّ ذِي
همَّةٍ لا أنحني للنَّائباتِ
كنتُ محضاً من صفاءٍ فإذا
بصحابٍ هم شِرارُ الكائناتِ
لم يكن فيهم صديقٌ مخلصٌ
بل شُخوصٌ كالذئابِ القاتلاتِ
عشتُ أحلاماً تلاشت وانتهت
في ضريحِ الفقرِ كوماً من رفاتِ
بينما ضاءت سنيني فرحةٌ
سالت الأحزانُ تجري في قناتي
قد أحاطتني بأمواجٍ علت
حولَ عمري بالهمومٍ الشائكاتِ
كذباً قالوا بلادي جنةٌ
لم تكن إلا نعيماً للطغاةِ
عشت فيها كغريبٍ لاجئٍ
ليس لي حتَّى البقايا من فُتاتِ
لم تكن لي أبداً من موطنٍ
إنما سجنٌ حوى كلَّ الجهاتِ
طمست ظلماؤُها شمسَ الضحى
ألفُ ظِلٍ من غيومٍ حالكاتِ
كلَّما لاحت تباشيرُ الضِّيا
قلتُ قد ولَّى زمانُ المعجزاتِ
..............
إبراهيم بديوي