حين أتاني الصبح وأخذ يقبلني
على غير العادة
ألمحني في عينيه بريق
أدركت بأن الصبح
كغور البحر عميق
رعشة أصابت جسدي النحيل
وأنتابتني نوبة من الغشيان
الغرفة تصرخ والمنضدة تنوح
والأوراق المتناثرة تصارع
نزل الريح
وأنا مطروح فوق سريري الجريح
أسمع الأصوات ولا أدري
كيف أبوح
سكين تسكن حنجرتي
وجفوني تمتليء دموعا
وجبيني يلفظ من عرقي
سما منقوعا
وإذا ببريق ألمحه
يقترب قليلا فقليلا
اقترب الرمز وقبلني
قبلته الاولى
شريان حياة في فمه
شريان حياة
قد دب بأوصالي فجأة
فأراني الله
وتوالت من بعد الأولى
عدة قبلات
تنتحر الشمس لفتنتها
تحيي الاموات
والنجم يغار لطلعته ويتيه دلالا
لا يعرف كيف يماثله
حسنا وجمالا
فيقرر ان يرحل خجلا
ويشد رحالا
......
خالد إبراهيم