أيا من رأى بغداد في بحر دمعها
تزيل غبار العاديات مواظبة
وتملأ جّرات السقايات عذبةً
لأبنائها من دجلةٍ وهْي لاغبة
ترافقها الأتراحُ حتّى كأنَّها
إذا عطشت كانت من النّار شاربة
تخبِّئُ حُزنًا طال في القلب مكثهُ
وتبسمُ للأطفال جذلى مداعِبة
بأضلعها البركان يغلي مغاضبًا
وبسمتها للحزن والهمِّ حاجبة
إذا عُدتَها فاحمل إليها قصائدي
وقلبًا بأرض النَّفي أفنى ركائبه
أَذِع سرَّ إلهامي على باب غربها
وللشَّمسِ تؤتيه السَّنا وهْيَ غاربة
وخذ نهر أحلامي لها ملؤه دمي
فإنّي أرى كُلُّ الينابيع ناضبة
حنانيك يا روح الحياة ونبضها
وعاصمةَ النّاجين من كلِّ نائبة
بنوكِ أذاقوا الموتَ موتًا ورهبةً
ومن جاء يبغي الشرَّ قصُّوا شواربه
.....
مكي النزال