أن يمرّ البعيرُ من ثقبِ إبرة
وتكون الجبال في أسر شعرة
*
وتتيه البدورُ في أفق ليل ٍ
وتذوب الغيومُ في قلب جمرة
*
أن يكون الصهيل في الساح صمتـًا
وتخرّ النجوم في عمق حفرة
*
لن يرى الظالمون مني ركوعًا
وليمت قاتليّ غيظًا وحسرة
*
لن يروا نجمتي تدور قريبًا
وهي من تعتلي سنام المجرّة
*
إن في همتي نخيلًا طوالًا
لن ينال الطغاة بالظلم تمره
*
والعراق العظيمُ يبقى عظيمًا
من أعالي الجبال تشمخ بصرة
*
ليلُ من يظلمون إن طال مكثًا
فسيوف الضياء تهتك ستره
*
وجراحُ الشباب تنزف ضوءًا
كلما يستبدّ تصنع فجره
*
لم يزل من أراد بالشر رأسي
في مهاوي الضلال يمضغ جمره
*
أنا سدٌّ من الصدور عنيدٌ
وقفاتي الكؤود تُنفِدُ صبره
*
يعتريه الذهول من هول فعلي
وبكفي عصاي تبطل سحره
........
مكي النزال