دمعي إلى المحبوب بالمطلعِ
ما بين حجبِ الشمس للمطلعِ
فالليل يغشانا بهِ سكرةٌ
لم ترحمِ الأشواق بالمخدعِ
والنجم واسانا بسيف الهوى
بل شبَّ نيرانًا على الموجعِ
والثغر لم ينطقْ ولم ينطلقْ
منه لسانُ الشعر أو يسجعِ
والخد خفَّ الحمل من حملهِ
والقلب قد بان من الأضلعِ
والعين تحت العين تجري لهُ
والضوﺀ بالأفاقِ لم يرجعِ
هل أنه كالجزم من آمرٍ
أم أنهُ خوفٌ ومن بعبعِ
أم أنهُ الإبحارُ فى مُظلمٍ
من غير بحارٍ ولا مرجعِ
أم أنهُ بينٌ كذا منتجٌ
من غيرِ صُنَّاعٍ ولا مصنعِ
كفَّاك حاكا الجرح لي ملبسا
أم فوك صب السمَّ فى المسمعِ
والريق خمرٌ من شفاك التي
أسقتني حلمًا كاملَ المرتعِ
فالجر منه صار بي فاعلٌ
والنصب منه صار كالمقنعِ
والمنع منى مرحبًا أو هلا
والدفع بالطبال والمرْفعِ
والرد مدحٌ فى مزاج الرضى
والصمتُ ردٌ فى قبول الدَّعي
مني أنا الذنب الذي آخذي
والفعل مني والرضى واقعي
ما عاد تكفي ليت أو لو أنا
أو كنت فى الماضي فمن مُرجعي
لو أنهُ بالحلم من نرتجي
لم تنجح الأحلام أو تنفع
لو أنهُ بالصبح لي شارقٌ
أم أنهُ شمسٌ ولم تسطعِ
أو أنهُ بحرٌ على شاطئٍ
أمواجه بالهم تسري معي
(بحرٌ سريعٌ مالهُ ساحلٌ)
والنظم فيهِ غاية المبدعِ
والعوم فى أمواجهِ غامضٌ
والعشق فيه مبهمُ الموقعِ
يا بحر ؛يا حلو؛ الهوى مالحٌ
الطعمُ من شاطيكَ لم يقنعِ
قال الهوى سمٌ لمن ذاقهُ
والسمُّ بالأشواقِ من منبعي
........
جمال علي حزام الذيباني