(أبتاهُ ماذا قَد يَخُطُّ بَناني)
والقلبُ ذَاقَ مرارةَ الحرمانِ
إنِّي وقفتُ ببابِ قبرِكَ باكيًا
والدمعُ نهرٌ زادَ في الجريانِ
جِئتُ إليكَ بالهمومِ مُكبَّلا
ومزلزلا .. متصدعَ الأركانِ
فلقد وَقعتُ للحياةِ فريسةً
مثلَ السجينِ بقبضةِ السجانِ
وأراني بين الناسِ طفلا تائهًا
لا أدري ما اسمي ولا عُنواني
ما عُدتُ أرسمُ بالورودِ قصائدي
ماتت زهورُ العشقِ في بُستاني
هذي الحياةُ تغيرت ألوانُها
ظفرَ السوادُ بسائرِ الألوانِ
لا الشمسُ تأتي والضياءُ بوجهِها
هي ما أتتنا إلا بالأحزانِ
أمَّا الزمانُ قد استباحَ مَذلَّتي
بغياهبِ الجُبِّ المُخيفِ رّماني
والناسُ بَعدَك مِثلَ إخوةِ يوسفٍ
ما رَقَّ قلبٌ مِنهُمُ وبَكاني
لا شيء يُشبه دِفء حِضنِكَ سَيِّدِي
لا كَفَّ يروي قَلبيَ الظمآنِ
كَيفَ الوصولُ إلى مَكانِك يا أبي
رَوحِي وَرَوحُك كَيف يلتقيانِ
...............
محمد عمر رشاش