وقال نسوة في الحي
لم نتول عن تأويل رؤياك القديمة
ولم نكن أضغاث أحلام
وتلك خرافة الجسد التي
تستل سكينا
وتقطع ما تبقى من صلاة تستبدك
إن أردت
فخذ شجونك
واستبق أنفاس من أحببتها للوصل
إن "زليخة" اختصرت مسافات بدربك ثم أسدلت الغياب
وأنت تدفع بابها
مترجيا حبا تولى.
هذه كل الشوارع
أودعتك بطونها
ولتك ملكا فوق عرش فؤادها
ثم استفاقت أسقطتك
بذلت قربان الغرام
فأذهلتك بصمتها!!
واستعصمت
فأبت شقوق الأرض أن تأوي دماك
فهيء الآمال طيرا
تبريء المجذوب من رق التعلق
ربما يمسسك مس يجتبيك
يقر عينك من نجا
وأفاق من وطر الجنون
وربما تبقى بفتنتك القديمة مستكينا
حينما أذللت روحك بالخضوع
فعيرتك بعشقها
وحينما هجرت محبتك استبد بك الهروب
تزيدك الأحزان بوحا من تعاويذ الهوى
فتبخ عشقك
بين ردهات الشوارع والبيوت
وبين أوجه من يلومون احتراقك
هكذا تأويل رؤياك القديمة
لم نكن أضغاث أحلام
فعد واخلع ذنوبك حينما فصَّلت وجدك مَرتعا للعاشقين
فلا تلم عمرا تبدى بالجمود
ودع هواك
فسوف يأتيك اليقين
............
محمد الطنطاوي