وقـالت ليت تُـهديِنِـي قَصيدة
وتُـسعِدُ نِـي بأشعَـارٍ جديدة
كما فِـي كُلِّ عِـيدٍ كُـنتَ تأتِي
إلى قَلبِـي فتُـحيِـي لِي وَرِيدَه
وتَـنْسُجُ مِن حُروفِ الْحُبِّ عِقداً
يُـزَيّـنُ لِلفُـؤادِ هُنَاكَ جِـيدَه
فَـإنَّـكَ إنْ غَزلتَ البوحَ أزهُـو
وأُمسِـي بَـينَ أقْـرَانِي فَريـدَه
فَكَـم تِـبرٍ تَـفَلَّـتَ مِن يَديـنَا
ويَبـقَى الشِّـعْـرُ آماداً بَعِـيدَة
......
رَفَـعتُ إلى الكـريـمِ هُـنَاكَ كفِّي
حَمِدْتُ اللهَ مِن فَـضلٍ ومِنّـة
أطُـوفُ بِعِـينِ مَن أهْوى غَـراماً
وأغـزلُ مُهجَـتِي فَـرضَاً وَسُـنّة
وَيَـعْـزِفُ قَـلبيَ الْمُشتَاقُ لَحنَـا
ً وَيُهدِيِـهَا كَمَا التِّـريَاقِ فَـنّـه
فَـنَهْرُ الْحُـبِّ يَروِي لِي فُـؤادِي
وَيكسُـونِي بِأرضِ الْخَـوفِ أمنَـه
وَحَسْـبِي أن يَمُوجَ النَّـاسُ هَـمَّا
وَلِي عِـندَ الْحَبِـيبِ هُـنَاكَ جَـنّة
.......
أجَـل أشتَـاقُـها دومـا بِـبَـالي
تُـطيِّبُ خَاطِري وَتُـزِيلُ هَـمِّـي
وَحِـينَ سَنَابِـكُ الأيَّـامِ تَـقسُـو
أعُـودُ لِـحضنِـهَا وأقُولُ ضُمِّي
فَـتَربُـتُ بِابـتِسامٍ فَـوقَ قَـلبِي
وَتَمحُـو فِي حَنانٍ كُـلِّ غَـمِّي
وَتُسْـمِعُـنِي أَغَانيَ مِن زَمَــانٍ
جَميلٍ كَـانَ يُسلِـمُنِـي لِنَومِي
فَلا صَـوتٌ تَغَـلغَلَ فِي فُـؤادِي
ولا وَجهٌ أضَـاءَ كَـوجهِ أُمِّـي
........
أَراكِ اليَـومَ وَالدُّنـيا تَجَـنَّت
وَقَـدْ خَطَّ الزَّمَـانُ عَليكِ نَـقشَـه
وَأحنَـى ظَـهْـر مَن أهَوَى بعُنفٍ
وأضْعَـفَ طَـيرَه واجـتَاحَ عُشَّه
وَكَانَـت تَـملِكُ الدُّنِـيا فَصَارَت
كَمَن يَحتَـاجُ بَيـنَ الْموجِ قَشّة
وَمَالِـي غَيرُ أنْ يَلتَـاعَ قلـبي
وَجَـفنِـي شَاخِصٌ وَيَهَابُ رَمشَـه
عَجيبٌ أنتَ يا ذَا الدهـرُ تَـقسُو
إذ اسْـتَبدَلتَ بَأسَ الكَفِّ رَعشَـة
.....
وإذ بَـخِلَت بِـبعضِ البِـرّ نَـفسِي
بِكُلِّ العُمرِ كَـلا لم تَضِـنِّـي
( فَـإمَّا يَـبلُغَنَّ ) وكُنتُ أَنـسَـى
وتَأخُذُنِـي الزَّخَارِفُ عَنكِ مِـنّي
بِـرَغمِ قَـسَاوتِي . جَهلِـي فَإنِّـي
أظَلُّ العُـمرَ أُحِسنُ فِـيكِ ظـنِّي
وَأقـرأُ سُورَةَ الإسْـرَاءِ دَومَــاً
فَـأنشُدُ فِي الزِّحَـامِ رِضَاكِ عَـنّي
دَعُـوتُ الله يَـجـزِي كُـلّ أمٍّ
بِـخَـيرٍ وَافِـرٍ فَـاقَ التَّـمـنِّـي
......،،،
محمد جاويش