الفنان نبيل الدسوقي: "حاضر يا ست إحسان"
كتب/خطاب معوض خطاب
الفنان نبيل الدسوقي له العديد من الأدوار التي لمع من خلالها، وأظهر موهبته التمثيلية الكبيرة من خلال الاشتراك في العديد من الأعمال المسرحية والسينمائية والتليفزيونية، إلا أنه لمع أكثر وتوهجت شعلة موهبته من خلال ظهوره في عدد من الأعمال التي عرضت في شهر رمضان.
فقد اشترك الفنان نبيل الدسوقي ولمع في مسلسلات رحلة السيد أبو العلا البشري وليالي الحلمية واسطبل عنتر والفرسان والسقوط في بئر سبع والزيني بركات والراية البيضاء وعصفور النار وبوابة الحلواني وغيرها، إلا أنه تميز في أداء دورين يعدان من علامات الأداء التمثيلي في تاريخ الدراما المصرية، أحدهما دور الخواجة صروف اليهودي الشهير في مسلسل "رأفت الهجان" الذي تعرف على ياكوف بنيامين حنانيا وساعده في الهجرة من مصر لإسرائيل، أما الدور الثاني الذي لمع من خلاله الفنان نبيل الدسوقي فهو دور عبد البديع زوج إحسان بنت المعلم رضوان الحلواني في مسلسل "الشهد والدموع".
دور عبد البديع في مسلسل الشهد والدموع يستحق أن يدرس في المعاهد والأكاديميات الفنية، فقد ظهر الفنان نبيل الدسوقي زوجا للفنانة رجاء حسين التي أدت دور إحسان بنت الحاج رضوان الحلواني قوية الشخصية، وفي نفس الوقت حرم الزوجان من نعمة الإنجاب ويقومان بتربية أخيها الأصغر من أبيها الذي تزوجت أمه وتركته لهما.
في هذا الدور يقدم الفنان نبيل الدسوقي درسا في كيفية التعامل مع الزوجة، فهي وإن كانت قوية الشخصية إلا أنها بداخلها حزن لعدم قدرتها على الإنجاب فيتحملها زوجها في لحظات غضبها لأنه يدرك ما تعانيه ولا تبوح به، بل ويعاملها كأنها ابنته ويدللها ويبدو وكأنه يخشاها ويهابها، وكان لا ينطق اسمها مجردا أبدا، بل يناديها ويخاطبها ويكلمها دائما هكذا "حاضر يا ست إحسان"، حتى أنها غضبت منه وتركت له البيت لأنها نطق اسمها ذات مرة مجردا ولم يقل كعادته كلمة "ست إحسان".
الذي ميز أداء الفنان نبيل الدسوقي في هذا الدور أن شخصيته اندمجت مع شخصية عبد البديع فصارا شخصا واحدا، فلو أدى ممثل آخر نفس الدور لم يكن ليترك نفس المردود الذي تركه الفنان نبيل الدسوقي لدى المشاهدين، ولد الفنان نبيل الدسوقي في 1 يناير سنة 1923م، وتوفي في 28 أغسطس سنة 1995م عن عمر تعدى 72 عاما.
......
خطاب معوض خطاب