حبست دمعى فى عينيك فانفجرى
وصنت نارى فى خديك فاستعرى
واقلقى الليل فى قلبى فأنت له
صبح يبارك احزانى من القدر
من قال إنك للاحزان عاشقة
انا الذى اعشق الأحزان من صغرى
حزنى حبيبى اراعيه ويعشقنى
يكاد يمشى معى المشوار فى عمرى
لما ولدت يداه كانتا سندي
وكان فى المهد ترياقى ومصطبرى
وفى الطفولة فى لهوى وفى مرحى
وفى النضارة فى نومى وفى سهرى
وفى الشقاوة فى بوحى وفى قلقى
وفى التشرد فى خطوى وفى سفرى
أراه يمشى معى لا شيء يفصلنا
إلا ملامحه السوداء كالنذر
على الرصيف ارانى فيه وهو اذا
مشيت يتبعني نشوان كالسكر
اذا وقفت يدوى صارخا بدمى
وان نظرت أراه منتهى نظرى
فإن جلست أراه فوق مائدتى
كوبا من الماء لكن ليس للبشر
أمد كفى دون الناس اشربه
فاستفيق على تاريخنا العكر
يا حزن مالك طول العمر تتبعنى
وفى عيونى تقضى الليل فى سهر
تمد اصبعك الهوجاء توقظنى
وكيف اغفو وقد عششت فى بصرى؟
هل اجدب الكون لم ينبت سوى رجل
نقشته لك تاريخا على حجر؟
ماذا لو انك لم تحفل به واذا
ابصرته لم تعره لمحة البصر؟
فإنه قطرة من حزن اغنية
يصوغها الدمع من تنهيدة القدر
وإنه طعنة فى صدر باكية
على الجداول تستجدي سنا القمر
وانه صورة للبؤس شاردة
توزع البؤس فى حشد من الصور
وانه لم يزل طفلا تهدهده
حكاية الجدة الوردية الفكر
ماذا لو انك لم تقصص حكايته
على السنابل فاصفرت بلا ثمر
ولم تذع سره للشمس فانطفات
وطاطات رأسها فى ذل محتقر
ولم تقد قلبه لليأس فاحترقت
أحلامه وغدا عمرا بلا عمر
يقلب الكون فى كفيه وهو على
علم بأن به سحبا بلا مطر؟
يا أيها الحزن فارقنى فقد رحلت
عنى المواسم تبكى حرقة السفر
وذاب ثوبى فاخرج منه محترقا
وخلنى نفسا يجرى على الأثر
يسير ينفخ فى الأيام ليت له
عمرا يوزعه وردا على الحفر
حيث اليتامى دموع لم تجد مقلا
لكى تسيل فتروى روضة الزهر
جمعتهم فى عيونى كى أعيش لهم
وثار دمعى فى عينيك فانفجرى
احمد نفادي