همًّا تزيد ونصف عمرٍ تنقصُ
وعلى جراحك ألف ذئب يرقصُ
متربِّصًا بالحزن، تجهل أنه
بك قبل أن تلج السنا متربِّصُ
ياغارقًا في الشوق حين طبعت
في وجه الرسائل قبلة : المخلصُ
أخفيت ما أخفيت، محض تجارب
فادمع يشرح والحروف تلخِّصُ
كم خانك التعبير حتى خنته
حاولت، لكن لم يفدك تخلُّصُ
وحرصت أن تهب الهموم حشاشةً
لكنها من كل حرصك أحرصُ
بترت نياط الروح، لم تعبأ بها
فالروح عندك رحلةٌ وتقمُّصُ
تجتاز مقبرة الحنين بغربةٍ
وخطى فؤادك نحوها لا تنكُصُ
ليلى، وتحتدم المشاعرُ فجأة
لتثور من تحت الرماد وتَرهُصُ
ليلى، وتلهب العروق كأنما
وجع الرحيل حرارة لا تنقُصُ
تبكي دواتك، كم أقامت مأتمًا
فتحار أوراقٌ بكت أم أشْخُصُ
ياصامتًا كالليل، كل خليةٍ
فمُ قهرك المكبوت فيك ستقصصُ
كم مُتعبٍ الشوقُ شبَّ بجسمه
من راسه حتَّى يئنُ الأخمصُ
مترقبٌ في مقلتيه توجُّسٌ
قد تولد الأحلام أو قد تقنصُ
وأنا المقيد في زنازين النوى
أمتد في الآفاق أم أتقلصُ
يا مفرطًا في جلد ذاتك ليس
ذنبك إنما ذنب الذين تخرَّصُوا
ثوب الكرامة أنت من فصَّلته
فدع الذين من الثياب تملصوا
علت الموارد في البلاد وعندهم
من كل شيئ أنت وحدك أرخصُ
........
نارت حسن الشيخ