عــلـى كــفـيَّ مـــن صـبـري فـتـاتُ
فــهــل يــكـفـي لـنـصـبرَ يـــا فـــراتُ
عــلـى قـيـد الـحـياة، ونـحـن مـوتـى
ومـــاتــتْ مـــثــلَ قـلـبـيـنـا الــحـيـاةُ
فهـــــل تكفي لنحيـــــــــــا من جديد
دمــــــــــوع الشــــعر تنزفها الثقات
وهــل يـغـنيكَ يـا بـنَ الـفقر فـقري؟
فــــكـــلّ خــزيــنــتـي قــــلـــمٌ، دواةُ
وأوراقٌ تــــؤجـــلـــنـــي لـــــنــصـــر
فـتـهـزمـهـا الــدواهــي الــعـاجـلاتُ
كـمـثـل قـصـائـدي الـثـكـلى شـقـاء
أدورُ و أنــــت فــــي فــلـكـي نــــواةُ
أراك تـــغــصّ بـــالأشــواق مــثــلـي
وفــيـك تـغـصّ مــن شـوقـي اللهاة
وتـمسح عـن عيوني شوك حزني
وفـــي عـيـنيـك يـــا عـيـنـي الــقـذاةُ
فـــمــا لـــــلآه تــحــرق كــــلّ بــــوح
كـــــأنّ الآه مـــــن جـــمــرٍ حـــصــاةُ
كـــــــــأنّ الــــنــــار أوردة الــحــنــايــا
ومــــــــا لـــلـــنّــار إلانــــــــا زُكــــــــاة
سـكـوتـك كـالـحـرائق فــي كـيـاني
فـــمــاذا بـــعــدُ مـــــاذا يــــا فــــراتُ
***
مــررنــا كــــي نـسـلـم مـــا أجــابـوا
ولا ردّتْ تـــحـــيـــتــنــا الـــــــرفــــــات
نـــيــامٌ غـــيــر أنّ الــمــوتَ صــعــبٌ
سـمـومٌ فــي الـضـلوع وحـشرجاتُ
هــــو الــسـاريـن نـجـهـلـه، و لــكــن
هـــــو الــسـاريـن تــعـرفـه الــرئــاتُ
عــزفـنـا فــــي شــرايـيـن الـضـحـايا
نــــــــــداءً لـــلــحــيــاة ولا حـــــيــــاة
فـــلا الـصـرخـات تـبـعث كــلّ مـيْـت
و لا حـــتّــى الــجــفـونُ الـــذابــلات
ســــأروي مــــلء أفــــواه الـثـكـالى
مـــآســيــنــا إذا مـــــــــلّ الــــــــرواة
وأعرب ما استطعت شجون روحي
وكــــم تــعـبـت بــإعـرابـي الــنـحـاة
لــنـنـزفَ قــهـرنـا مــــن كـــلّ جـــرح
وتــنــزفــنـا الــــجـــراح الـــقــاهــراتُ
فـإن نـصحوكَ: مـا فـي الحزن شعر
فــقــل: هـــنَّ الــجـراحُ الـشـاعـراتُ
وأنــصـتْ فـــي فـمـي ديــوان قـهـر
ومـــنــه بــخـافـقـي مـــنــه مــئــات
و لا تـنـكـر كــمـا شـــاءوا اعـتـرافي
و لا تـــعـــرضْ فـيـبـتـهـج الـــوشــاة
وصــــدقْ حــيــن تــخـذلـك الــنـوايـا
فــــإن الــقـول مـــا قـالـتـه (نـــارْتُ)
ألا يـكـفي احـتـضارك فــي وريــدي
فــــمـــاذا بـــعـــد مــــــاذا يـــا فـــرات؟؟!!
***
إلـــى أيّ الـجـهـات؟! ألـسـت تــدري
مــتــى يــمـمـت تـنـغـلق الـجـهـاتُ
هـــبـــاتٌ فـــــي صــنــاديـق و إنــا
عـلـى الـكـمرات تـخنقنا الـهباتُ
لـــقــد تــهـنـا تـشـتـتـنا الــدواهــي
ويـجـمعُنا عـلـى الـذكـرى الـشتاتُ
فــنـحـن الـبـاسـطـين لــهــم أكــفّــًا
حـــــفــــاةٌ أو جــــيــــاعٌ أو عــــــــراةُ
(ونــحــن الـطـائـعـون ومــــا عـصـيـنـا)
بـــشــرع طـغـاتـنـا نــحــن الــعـصـاةُ
ونــحــن الــراحـمـون ومــــا رُحــمـنـا
عـــلــى أطــرافــنـا عــبــرَ الــقـسـاة
سـئـمـنا مـــن طــغـاة الأرض مــوتًـا
ومـــن دمــنـا ومـــا ســئـم الـطـغـاةُ
فــــــلاتَ الــنــصـرُ نـــبــذره بــأرض
و بــاســم الأرض يـقـتـلـنا (ولاتُوا)
لأنّ الــبــغــيَ طـــبـــعٌ واكــتــسـابٌ
عــلــمــت بـــــأن أكــثــرَهـم بـــغــاةُ
فـحـيّ عـلـى الـصـلاة نـعـز خـمسًا
ومـــــا جـــبّــت تــخـاذلَـهـم صـــــلاةُ
وحــــيّ عــلــى الــفــلاح ولا فـــلاحٌ
فـمـاذا بـعـد؟ مــاذا بـعـد يــا فـرات؟
***
إلـيـك، إلــى عـطاش الأرض دمـعي
يــنـابـيـعٌ و قـــــد عـــــزف الــسـقـاةُ
إلــيـك، إلــى جـيـاع الـحـرب خـبـزي
فـــكـــل مــــــزارعِ الــدنــيـا مـــــواتُ
كـــــأن مـــواســمَ الــفــقـراااااااااء قـــهــرٌ
و أشـــجــارُ الــمــواسـم مــثــمـراتُ
نـــهــزُ جــذوعـَهـا فــتـعـود حــبـلـى
وتــدنــيــنـا الـــغــصــونُ الــــوالـــداتُ
نـــزكّــي عــــن مــلايـيـن الـضـحـايـا
وهـــل حــقّـت عــن الـمـوتى زكــاة؟
***
إلـى الـماشيين فـوق الشوك رهواً
لـيـنـتـعـلوا الـــبــلاد وهـــــم حــفــاةُ
مــــوزعـــةٌ بـــــــأرض الله حــــولـــي
قــــوافـــل لــلــضــيـاع و لا حـــــــداةُ
تـغـنـي حــيـن تــغـرق: يـــا بــلادي
و هـــل تــجـدي الـغـريق الأغـنـياتُ
و عــنـد الــمـوت تـخـتـلقُ الأمـانـي
فــهــل تــكـفـي لـتـحـيـا الأمــنـيـاتُ
وتــسـعـدُ إذ يــلــوح الـفـجـر وهــمـًا
ويـكـفـيـها مــــن الــسـعـد الـتـفـاتُ
وتـشـقيها دمـوعـك حـيـن تـشقى
فـــمــاذا بـــعــد مـــــاذا يــــا فــــرات؟
***
لأنــّـــــا نــشــتـهـي نـــصـــرا بـــعـــزٍّ
و أرواح الأعـــــــــــزة مـــشـــتـــهــاةُ
لــنـا فـــي الــمـوت أمـنـيـة و أيــضـاً
لـــذئــبِ الـــمــوت فــيــنـا أمــنــيـاتُ
فــــإن ســيـقـوا إلــيـه ... إلــيـه رغــمـًا
فـــإنــّـا بـــيـــن أشـــطـــره ســـعــاة
ولـــــــم يــــطـــرأْ عــلــيـنـا، لا، فـــإنّـــا
كـــإدمـــان الـــهـــواةِ لــــــه هـــــواةُ
كــذلــك مــــا اشـتـهـانا القبر إلا
لأنــّـــــا مــثــلــمـا يــــهـــوى أبـــــــاةُ
كــأنـّا لـــم نــمـت بـــل مـــاتَ فـيـنـا...
ومـــوتُ الــخـوف فـــي دمـنـا حـيـاةُ
نـــمــوت كـــــأنّ أعــظـمـنـا جـــــذورٌ
تــبــرعـمَ حــــولَ واحــدهــا مــئــاتُ
..........
نارت حسن الشيخ