يا نبضة الأرض قُضّي مَضجعَ العَرَبِ
واستمطري الأفقَ آثارًا من الحِقَبِ
.
نامت عُيونُ أخي جَهلٍ على نَسَبٍ
فعاثَ فيها الذي قد بُتَّ من نَسَبِ
.
يَثّاقَلـونَ إلى أرضٍ وقـد وَهَنوا
والدّهرُ ماضٍ فلا يَرتدُّ من نَصَبِ
.
تشقى جيوبُ الثّرى من وقعِ أخيِلَةٍ
تُخفي هجيرَ النّوى من غابِرِ السّبَبِ
.
من أيّ أزمِنَةٍ جاءَت مَـواقِـفُكم
يا بابَ أمَّـتِنا المنظـورِ للعَـتَبِ
.
يا أعيُـنًا من خَيالاتٍ تُطارِدُنا
في موسِمٍ ما استقى غَيثي ولا سُحُبي
.
ظلٌّ... أنمشي بهِ؟ أم باتَ يَسحَبُنا؟
نُخفي هجيرَ الخُطى في حالِمِ الطَلَبِ
.
ظِلُّ بِليلِ السُّدى يحتاجُ أخيلَةً
فيها تَعرّى اللّظى فَمَحَظتُهُ خُطَبي
.
والرّيحُ تعوي على شَغَفٍ وتَعبُرُني
وتعودُ تصدُرُ من وَهمي ومن عَجَبي
.
لا تسـتَسيغُ الأثافي دمعَةً نَزَفَت
في ليلِ أمنِـيَةٍ تَقتاتُ من كُرَبي
.
لا يا رحى الصّمتِ يا أفقا يُحايِلُني
كَفكِف غُبارَ الرّدى ما عادَ مِن حُجُبي
.
الليلُ يُجهِضُ صوتًا لا ربيعَ بهِ
والفجرُ لونُ سطوعي باتَ مُرتَقبي
.
في واقِعِ النَّزفِ لا أنفٌ ولا ذَنَبٌ
إنْ أسكُنِ الحُلمَ ما الطوفانُ مُجتَنِبي
.
خوفُ المَـواجِعِ والأوهامُ تَسحَقُنا
والويلُ يزحَفُ من شامي إلى نَقَبي
.
ما كنتُ يومًا ولا داري سِوى هَدَفٍ
نيرونُ يطلبنا ويلًا على لَهَبِ
.
ويلٌ لنَيرونَ في شامي استَباحَ دمي
يأتيكَ نزفُ الرّؤى جولانُ من حَلَبِ
.
لا ما استفاقَ السُّدى من دمعَةٍ نَزَفَت
ولن يضيعَ النِّدا جولانُ فارتَقبي
.
الحقُّ يصدَعُ في نَزفي لِيُشـرِقَ بي
فجرٌ جعلتُ صدى ألوانِهِ غَضبي
.
غـدًا تُروِّعُ أحلامي كَتائِبَهُم
ويُخرِسُ الحقُّ ما في الظّلمِ من صَخَبِ
.
ويعلِنُ النورُ للدُّنيا وطالِبِها
غابت فُتونُكُمُ الإنسانُ لم يَغِبِ
.
يا دولَةَ الصّمتِ قد دارت دوائركم
يا دولة الظّلمِ مِن زَيفٍ إلى عَـطَبِ
::::: صالح أحمد (كناعنة) :::::