مـا بــالُ فِــكْـــرُكَ شـــارِداً مَـهْـمـومـا
وَالـغَــمُّ أمْـسـى فـي الْـفُـــــؤادِ مُـقيـمــا
.
أَتُــرى أُصِــبْـــتَ بِـرَمْـيَـــةٍ أَوْدَتْ بِــهِ
ذاكَ الْـكِـيـــانُ مِــنَ الْـهَــوى مَـكْلومــا
.
أمْ أنَّ دُنْــيــاكَ الْـقَـبــيــــحَةِ مــا تَــنـي
تَـرمـيكَ فــي ضَـنَــكِ الـحَيــاةِ مَـلومــا
.
ركَضَتْ بِصَدْرِكَ بَعْضُ أفْراسِ المـُنى
لِـلْـبَـسْــمَةِ الْـبَـيْـــضا فَـعُـدْنَ جُـثــــوما
.
وأمَـلْـتَ فـي فَـــــرَحِ الفُؤادِ فَأَجْــهَشَتْ
مِـنْـهُ الـعُــــروقُ وَكَــمْ بَـكَـيـْن قَـديـــما
.
لَـوْكـــانَ فــي كَـفَّـيـــْكَ كُــلُّ سَـــعــادَةٍ
لـسَــرَبْـنَ مـاتُـلـــفي لَـهُـنَّ شـمـيـــمـــا
.
فَـاقْـنَـعْ بِـهَـمِّكَ وَاسْـتَـكِنْ لِـصَــــبـــابَةٍ
خَــلْـفَ الْـحُـــروف مُـتَـيَّما مُـحْـرومــا
.
وَالـنّــــارُ قَــدْ أوْرَتْ شِـغـافَكَ حَـــرُّهـا
يُـصْليكَ مُـنْ شَـغْفِ الْــفِــراقِ جَحـيـما
.
أيَـكــــونُ وَصْـــلٌ وَالــفُـؤادُ مُــمَـــزَّقٌ
وَيُـنـالُ مِــنْ فَـيْــــحِ الْـهَـجــيرِ نَـسيــما
.
يــا أيُّــهــا الْـبُـعْدُ الـكَـريــهُ تَـغُـصُّــني
فَـيـكَ الـحُـــروفُ فَـما أُحـيرُ رُسـومـــا
.
لَـو كــــانَ قَــدْ أَزِفَ الْـلَّـقـــاءُ لَأيْـنَــــعَ
الــبُــسْــتَـانُ لَـكِـنْ مـاوَجْـدْت وُســومـا
.
وَلَكـانَ قَــدْ أنْــدَتْ بِـبَــعْضِ مَـفـــازَتي
ريــحٌ وَســـــاقَـتْ لِـلْـهُــــطولِ غُـيـوما
.
لَـكِـنَّــــهُ ظَــمَـــأٌ تَــأبَّـدَ فــي الْـحَـــشى
فَـــوْقَ الْـوتـيــــنِ أخــالُـهُ مَـوْشـــومــا
.
ماذا أقــولُ وَذا الـزَّمـــانُ يَـســـومُــني
صَـمَـمـــاً وَصَــوْتي قَـدْ غَـدا مَكـــتوما
.
أحــمـد قــطـيــش