في أحضان الغيم
سحابات مقفرة
رعود بلا ضوء
أنهار حائرة
أوراق الخريف مستنفرة
وأعواد من شجر يحترق
عصافير بلا مأوى
وخيول راكضة خلف مسارات الريح
عرجون الشمس المتأخرة
بحر بلا موج
سكاكين تسكن الصخر
لو كان الدم صافيا
لأهدى لصرخات النسيم زادا
عربون محبة؟
لا بل طقوس لظلام قادم
كنز الصقيع لا يؤتي ثماره
شتاء بلا مطر
هل تجدب الأرض رغم السيل العارم
يتشظى في جيوب تخفي أزهار الربيع
سنابل معدودة تتلقى زخم الشمس
هذا الحالم أن يصبح بردا
عيون تنتظر مسمار النعش الأخير
هذا المتكوم فوق حصى أبليس
في زاوية نسيت
يرتب أوراق اللعبة
ومقامر يعشق نظرات بنت الليل
لو كان ضياء الشمس صادق
ما أغفل تلك الظلال النائمة فوق سطوح العوز
وتلك الأبواق المتسلطة في ليل القهر
كل مساءات الشك تتناوب رأس الشرك
مشاريع تضيف للنار الحطب
لن تهوى شمس الجزيرة
ولن تقلع طائرة الحقد
مسمومة تلك النسائم
مفرطة في العهر حمامات الغناء
كنوز وضعت تشعل نيران الفتنة
لو كان الورد صادق
لأتى الشذى يملأ خانات الفناء
هنا لا شيء جديد
قبائل تحج البيت وفي طريق العودة
تشرب باقي السكر الطافح
فوق مسامات الطيش
بلال --أرحنا بها
أذن عند غروب شمس الفتنة
وأصرخ من فوق الكعبة
حيا على الفلاح
-------------------
شاكر محمد المدهون