أمامَ الشعرِ نحنُ
سَاقطونَ
بالوردِ الكاذبِ والحزنِ الطاعنِ في العَتمةِ
بالحِبرِ ..بالمجَازِ.. بالفرارِ.. بالموتِ
نحنُ أمامَهُ ساقطون
سَاقطون
بمستنقعاتِ السّلبِ ومَرايا الإيجاب
بالضّوءِ الجبانِ والهُدهدِ المُنافقِ
سَاقطونَ حتّى ونحنُ نَدعي
العصمَة مِن الموجِ
والبَراءةِ من التّيهِ
من الّذي سَيفقأ صَباح الأولاد
عَشية ليلةِ العطرِ
ومن الذي يَجتز ضَفائرَ الشّمسِ
قبلَ خروجِ الربيعِ عَن مَدارهِ
وأي عندليبٍ سَيرقصُ
على جُثثنا سَاعة الصّمت الأكبر
كلّنا أمامَ الشّعرِ
مُفلسون
القدس لا تَقرأ الطّالع أيّها القُبطان
والفُراتُ لايُؤمنُ بحظكَ اليوم
فلماذا نُحدّقُ في التاريخِ
كأنَّهُ الزّانِ الوحيدِ
تحتَ جلودِنا
ولماذا لا نُطلقُ رصاصةَ الرّحمةِ
على هَذا الصّباح المَكسورِ الجَناح
كُلنا في حقّ الشعرِ
مُقصِّرون
النِيلُ يَرضع السَّرابَ
من دبرٍ حَبشي
وأبوالهول يعوّي كأرملةٍ ثكلى
على بَابِ نخاسٍ
ونحنُ ياسَيدي عالقونَ
كالفئرانِ في مزبلةِ الغثاء
لاصوتَ يَعلو أمامَ جَروِ القهرِ
ولا دمعةً تتسكعُ على أرصفَة لا
كُلنا أمامَ الشّعرِ
مشوهون
ولاضوءَ بقى فِينا
لمعانقَةِ السَّراب
......
أحمد نصر الله