ماذا سأكتب و القصائد عاندتنى
ليتنى ما كنت شاعر
ياليت أوجاع القصيدة فارقتنى
وانزوى من داخلى نبض المشاعر
ماذا تبقى من حماقات العشائر
ماذا تبقى من تصاريح الخسائر
ماذا تبقى كى نريح به الضمائر
ماذا تبقى كى نزيح به الستائر
فى كل عام ..
ألف مائدة تقام و تلتقى كل الدوائر
لكن إلى الأدراج كل كلامنا
يا عرب .. صائر
يا للمهانة
حين تلتهم الرجولة كالشطائر
ياللمهانة حين ينساق الرجال
كما تساق البهم قسرا للحظائر
أوراق ذلتنا تهاوت
مثلما يهوى مقامر
عشنا طويلا نرتجى كفا غريبا
كى تعيد لدارنا الوطن المسافر
فإذا بتلك الكف تصفع حلمنا
ليعود مهزوما .. و خاسر
ماذا سأكتب و القصائد عاندتنى
ليتنى ما كنت شاعر
وجعَ القصيدة كيف عدت و زرتنى
إنى رأيتك شر زائر
أى القصائد سوف يبرئ جرح عمر
غاص فى الأعماق غائر
أى القصائد سوف تنهى حزن قدس
تاه فى الوديان حائر
أى القصائد سوف يحيى ما مضى
و يسد أبواب المقابر
القدس أرض للكرامة و الرجولة و المفاخر
كيف ارتضينا
أن تكون الجرح و الأحزان و الطير المهاجر
كيف ارتوينا
من تصاريح المهانة وانخدعنا من
بريق زائف بالوهم باهر
سقطت جميع الأقنعة
و بدت وجوه الغدر سافرة
ووجه القبح سافر
ماذا سأكتب والقصائد عاندتنى
ليتنى ما كنت شاعر
آيات يا همس الخلود و يا نسيما فى الهجائر
آيات يا درس الرجولة
حين تنتفض الكرامة فى الحرائر
آيات يا بشرى النعيم
إذا انتهى عهد البشائر
كيف ارتقيت إلى السماء ..
و لم تزل معقودة منك الضفائر
كيف ارتميت بلا دروع
فوق ألسنة اللهيب بغير ساتر
فى ذلك العصر المدنس
أين أطعمت البراءة من غدير
ماؤه عذب وطاهر
كيف ارتشفت الموت راضية
و كل الناس يخشون المصائر
سيظل وجهك ملهما
ما خط بالإحساس شاعر
سيظل طيفك موحيا
أن الشهادة فى سبيل الحق ربح للمتاجر
يا آية الإسراء ذكرك فى ضمير الغيب حاضر
يا آية الإسراء ذكرك فى ضمير الغيب حاضر .
......
أحمد الشافعي