موتي لِأَسقطَ...
لمْ أعد أتحمَّلُ
شجري يجفُّ
و أمنياتي ترحَلُ
مذ كنتُ نهرًا والحياة تصدُّني
وتقيم في وجهي السدود
وأذبلُ
وكأنَّ من ملؤوا السِّلالَ لغيرنا
لمَّا أتيتُ بسلَّتي
لم يُكْمِلوا
تركوا لِملحِ الجرح ذاكرتي وقالوا:
أيها المهجورُ كأسكَ حنظلُ
لا يشعرونَ بما أحسُّ من البكاءِ
ولو أرادوا مرةً
لم يفعلوا!
مازلتُ أصعدُ ثم أسقط ثم أنهض
ثم أصرخ والحجارة تنزلُ
كم أجهضتْ كفُّ الحياة سنابلي؟!
أما المصائبُ كلَّ يومٍ تحبلُ!
لا تلمسوا ظلي
فحتى الظلُّ مجروحٌ
بِهَ ظلُّ الخناجر يعملُ
منذُ انطفأتُ وكلُّ مَنْ أشْعَلْتُهُمْ
تركوا الظلام بداخلي يتوغَّلُ
منذ انكسرتُ وكل من أوْقَفْتُهمْ
تركوا الجدار بدمعه يتبلَّلُ
منذ ارتمَيْتُ وكلُّ من سَلَّحْتُهم
تركوا الذئاب بغابتي تتجوَّلُ
قالوا الفتى الشجريُّ جفَّ نخيلهُ
قلت الفؤوسُ كقلبكمْ
لا تسألوا..
فلتجمعوا أمواتكمْ
ولتخرجوا من داخلي
سكت الكمانُ
... تفضَّلُوا
"لولا العجوز بمنبجٍ"...
لوْ قلبُها الملكيُّ مثل قلوبكمْ
يتحمَّلُ!
ما كنتُ أصمد لحظةً
ومسدسي تحت الوسادة
جائعًا
يتوسَّلُ
موتي لأسقطَ قد تعبتُ
إلى متى
يا أمَّ قلبي
سوف أبقى أحمِلُ؟؟
.....
د. محمد الأمين