بِــــلادي وَفــيــكِ الْــيَـراعُ شَـــدا
وَنْـــبــضُ الْــفُــؤادِ إلــيــك غَــــدا
.
يُـــئِــنُّ لِــجَــرْحٍ بِــتْـلْـكَ الْــوِهــادِ
وَيُــهــريــقُ دَمْـــعـــاً إذا أنْـــجَــدا
.
يُـطـالِـعُهُ الْـبُـؤْسُ فــي كُــلِّ دَرْبٍ
وَحُــمْــرُ الْـمَـنـايـا بِــكُــلِّ مَــــدى
.
فَـتَـغْـتـالُ مِــنّــا الْــكِـبـارَ صُـفـوفـاً
وَتَـــحْــصِــدُ أطْــفــالَـنـا هُـــجَّـــدا
.
فَــأغْـوالُ رُعْـــبِ تَــحـومُ سَـمـانـا
مَــنــاجِـلُ حِـــقْــدٍ لَــنــا حُــصَّــدا
.
فَـتَـهْـوي الْـبَـرامـيلُ فَــوْقَ رُؤوسٍ
لِأهْــلـي وَلَــكِـنْ ولا مِــنْ صَــدى
.
فَــلا بَـيْـتَ فــي حـالِكاتِ الْـلَيالي
يَـفـاتُ وَلا فـي الـضُّحى مَـسْجِدا
.
فَـحَـتّـى الْـمَـخابِزَ أشْــراكُ مَــوْتٍ
مَــدارِسُــنــا لِـــلـــرَّدى مَــعْــهِـدا
.
كَـــــأنَّ دِمــانــا رَخُــصْــنَ كَــمــاءٍ
وأرقـــــامَ كُـــنّــا وَلَـــــنْ نُــعْــدَدا
.
وَكَــــوْنٌ رَحــيـبٌ يَـضـيـقُ عَـلَـيـنا
وقَـــوْمٌ لَــنـا سَـئِـمـوا الْـمَـشْهَدا
.
أذَنــــبٌ لَــنــا إن دَعَــوْنــا قَــديـراً
مُـجـيباً وَهْــم قَــدْ دَعَــوْا مَـرْقَدا؟
.
أذَنْــــبٌ لَــنــا إن جَــأَرْنــا لِـظُـلْـمٍ
وَفِـرْعَـوْنَـنـا أخْــلَــفَ الْــمَـوْعِـدا ؟
.
أشـــامُ الْـكَـرامَـةِ تَــغْـدو حُـطـامـا
وَقَـــوْمــي نِـــيــامٌ وَلا مُــنْــجِـدا؟
.
وأَرْضُ الرَّشيدِ عَلى الرَّوْعِ تُمْسي
وَتُــصْــبَـحُ فــيــهـا الــحَــيـاةُ رَدى
.
وفــــي يَــمَـنٍ تُـسْـتَـباحُ الــدِّمـاءُ
وَجـــــوعٌ يَــعُــضُّ الْــكِــرامُ بــــدا
.
وَأرضُ الــكِـنـانَـةِ يَــغْــتـالُ فــيـهـاَ
الْــخَــؤونُ الْــوَفــاءُ لِـخَـيْـرِ الِــعِـدا
.
وَفــــي لـيـبِـيـا عَـسْـكَـرٌ لـلـهَوانِ
يَـصـيـغـونَ قَــيْــداً لَــنــا مُــرْصَــدا
.
وَفـــي كُـــلِّ قُــطْـرُ تَـولّـى كَـبـيرٌ
صَـغـيـرُ الْـمـعـالي قَـلـيـلُ الْـجِـدا
.
أهــــذا جَــــزاءُ الْــوَفــاءُ لَـدَيْـكُـمْ
أَأَعْـــــرابُ إذْ تَــجْــحَـدونَ يَــــدا؟
.
سَـكَـبْـتُمْ مِـــدادَ الْـعُـروبَـةِ جَــمّـاً
عَــلـى صَـفَـحاتٍ فَـرُحْـنُ سُــدى
.
وَبَــذَّرْتُــمُ كُــــلَّ خَــيْــرٍ وَسُـقْـتُـمْ
إلـــى الــدَّاعِـراتِ الْـعَـطـايا نِــدى
.
فَـسُـحْقاً لَـكُـم أُمَّــةً مِــنْ هَــوانٍ
تُــشـيـدُ بِــنــاءَ الْــخِـنـا مُــصْـعِـدا
.
سَـيُـغْـنيَ عَـنْـكُـمْ إلَــهـي فَـهَـلَّا
خَــرِسْـتُـم كَـصَـخْـرِ بَـــدا أجْـــرَدا
.
عَـلى اللهُ فَاعْتَمِدوا في النِّضــالِ
أأحـــــرارُ هَــذا طَريــقُ الْــهُــدي
..........
أحــــمــد قــطـــيــــش