بالأمس كانتْ
تغزل الأحلامَ في ألوانهَـا ..
كان الربيع
يداعبُ الأيام في لوحاتهَا ..
......
لكنهم جاءوا إليها
يَعدِمون الحبَّ في رسماتهَا ..
هم أغمدُوا الأسياف في أضلاعهَا ..
جعلُوا لها الألوان لونـًا واحدًا
والأحمر الدمويّ شلالاً
على فستانهَا ..
رسمُوا لها
في آخر اللوحات مشهدها الأخير
وأعدموا فرشاتهَا ..
......
هىَ طفلةٌ
مصريـّـةٌ قدسيةٌ مكيـّةٌ
يمنيّةٌ ليبيـّةٌ
من تونس الخضراء كانت
من عراق المجد كانت
سوريا في عينِهَا
فهمُ استباحوا ذبح شريان البراءة
حيث كانت
حين داسوا الطهر
في أشلائهَا ..
وتجاهلُوا ألفًا من الأيتام
يبكون البراءة في انسحاب الروح
من أجفانهَا ..
إذ حاولُوا ترويع عينيها اللتين
تمرّدَا حتى على أنفاسهَا ..
لكنها كانت كما صدام
تستهوي الصمودْ
فاستلهمتْ روح الصمودْ ..
والروح تشرع في الصعودْ ..
والجسم في أرض الهبوطِ
استيقنت :
أن الرحيل عن الفناءِ
هو الخلودْ ..
وهنا الشهيدةُ أدركتْ
من نظرةٍ فوق المدى
عينين في نور الأفقْ :
عينًا بكتْ
ظل البكاء حليفها في ذلــِّـهَا
فاستوطنتْ بين المخابئ
لا ترى من رعبِهَا ..
وهناك عينٌ قاومتْ فاستشهدتْ
فأراحتِ الجسد النحيل
بجنة الأبطال تحمل رسمها
فى روحها وتكفنت بدمائها
عاشت برغم الموت في أمجادهَا ..
...........
معتز الراوي
شكرًا أستاذنا الكبيرة /
ردحذفالشاعرة منى الغريب
صاحبة القلم البارع ، لا حرمنا الله من رفعة ذوقكم .