احمليها ، عن أيـــــادي الثَّاكِلِينْ
بَلِّـغــــــيها ذِمّــــــــةَ الْحَقِّ اليَقِينْ
وامْلَئِي كَفَّـكِ إشْفاقًا وَرِفْقًـــــــــا
وتَأَنَّيْ يا يَــدَ الــــرُّوحِ الأَمِـــــينْ
إنَّ فِي كَفَّيْكِ أُمِّي ، فـــــــارْفِقِي
إنَّ بَعْضَ الرِّفْـــــقِ حَقُّ المَـيِّــتِينْ
سَأَلُوا عَنْ عُمْرِ أُمِّي ، عُمْرُها !
حارَ أمْرِي أن أُجِيبَ الســــــائلينْ
عُمْرُها غُلْبٌ وَكَدْحٌ وَشَقـــــــــــا
وَحُمٌولٌ مِنْ عَذابــــــــاتِ السِّنِينْ
ثُمَّ بَعْدَ الْغُلْبِ حَمْـــــــــــدٌ وَرِضا
بالَّـــذِي يَقْسِمُ رَبُّ العالَـــــــــمِينْ
عُمْرُ أُمِّي بَيْنَ أَحْــــــــزانٍ وَهَــمٍّ
وَيَتــــــامَى فِي يَدَيْهـــــــا وَهِنِينْ
عُمْرُها عَطْفٌ وَتَحْنــــــانٌ وَحُبٌّ
مِنْــ فُــــــؤادٍ لَيْسَ بالْـحُبِّ ضَنِينْ
وابتهالٌ ودُعاءٌ لِي مُجـــــــــــابٌ
كانَ فَجْرًا أَوْ ضُحًى أو كُلَّ حِينْ
تَسْتَعِينُ اللهَ في أحْوالِهـــــــــــــــا
وَبِغَــــيْرِ اللهِ لَيْسَتْ تَسْتَــــــــعِينْ
تَرتَضِي بالرِّزْقِ مِنْ يُسْرِ وَعُسْرٍ
وَتُمَضِّي الْحـــــالَ ، واللهُ المُعينْ
يُثْقِلُ الصَّبْرُ عَلَيها ســـــاعَـــــــةً
فَتُنــادي : يـــــــا وَلِيَّ الصّابِرِينْ
عَلَّ بَعْدَ الْعُسْرِ مَوْفُورُ الرِّضــــا
عَلَّ بَعْـــدَ العُسْرِ يُسْرُ الْمُوسِرِينْ
سا مِحيني ، قد عهدناكِ جَميعــا
كُـلَّمـا أحْزَبَ أمْــرٌ تَسمَحِــــــــينْ
إذهَبِي ، أَوْدَعْتُـــــكِ اللهَ الــــذِي
لَــمْ يُضَيِّــــــعْ ذِمَّـــــةً لِلْمُوِدِعِـينْ
وَأَرِيحِى مِنْ تَبــــــاريحِ الضَّنَى
الضَّنَى في هَــــــذِه الدُّنْيا مَـــكِينْ
وأرِيحِي مِن حُمُــولِ ابنٍ وَبِنْتٍ
وَسُـــــــــــؤَالِ عَنْ بَنــاتٍ وَبَنِــينْ
لا تُبالِي ما عَلَى الدُّنْيــــا فَــــلا
شَيْءَ فِي الدُّنْيــــــا عَزِيزٌ أَوْ ثَمِينْ
اذْهَبِي فِي ذِمَّـــــــــــةِ اللهِ الَّذِي
هُـــوَ أَوْلَى بِذِمــــــــــــامِ الطَّـيِّبِينْ
اذْهَبِي للهِ فَــهْـــــوَ الْـمُــرْتَضَى
وهُــوَ الْمُجْــــزِلُ أَجْرَ المُــحْسِنِينْ
إذْهَبِي رَهْــــوًا إلَى جَنَّتِـــــــــهِ
أُزْلِفَــتْ جَنَّتُــــــــهُ لِلْـمُــتَّــقِــــــينْ
وَهْوَ فَــــوْقَ الْكُلِّ رَحْمَنٌ رحِيمٌ
وَهْوَ فَــــــوْقَ الْكُلِّ خَيْرُ الراحِمِينْ
........
محمد فوزي حمزة