أهَذِهِ يا أيـُّـها النّاسُ طَحـــــــــا ؟
أَمْ ذاكَ رَسْمٌ مِنْ طحا قَــــدِ انْمَحَى
وَما رَأَتْ قِدْمًا عُيُوني في الصِّبا
هَلْ كانَ حُلْـمَ نـــــــــــائِمٍ ثُـمَّ صَحا
ثُـمَّ صَحا فِي بَلْدَةٍ أُخْرَى وَلَـــــمْ
يَعْلَـمْ بِأيِّ بَلْدَةٍ قَــــــــــــــــدْ أصْبَحا
كانَ الصَّباحُ أنَّها تَـقُــولُ يـــــــا
فَـتّــــــاحُ تَـدْعوه عَسَى أنْ يَفْتَـــــحا
أَيْنَ الرِّجـــالُ الـطَّـيِّبُونَ أهْلُـهــا
مَضَوْا كَما تَمْضِي سحاباتُ الضُّحَى
كان الرِّضا طَبْعًا عَلَيْهِمْ طابِعًــا
وَدَأْبُهُمْ كانَ السَّمـــــــــــاحَ الأسْمَـحا
والصَّفْحُ كانَ خِلْقَةَ في أهْلِهـــــا
يُرْضِي الكَرِيمَ دائِمًـــــــا أن يَصْفَحا
والبِيهُ والباشا لَقَـــدْ صــارا إلى
فَيْءِ نَعِيـــــــــــمٍ لَيْسَ يَبْلَى أفْـيَـــحا
وَمَجْلِسُ الْعُمْدَةِ والـحَـــقُّ بِـــــهِ
سَبِيلُــــــهُ أنَّى تَـــــــــوَلَّى أوْ نَـحـــا
والعَدْلُ مِن مَشايِـــخِ البَــــلْدَةِ لا
يَغِيبُ عَـنْ عُيُونِهِـــــــــم أو يُنْـتَحَى
أيْنَ السَّـواقِي دافِقــــاتٌ مــاءُها
والنِّيلُ مـا تَخــــــــــــــافُهُ أَنْ يَنْزَحا
وَزَرْعُها وَخَيْرُها وَقَمْحُهــــــــا
وَخُبْزُهـــــــــــــا وَطَعْمُهُ مُــرَحْرَحا
والقُطْنُ فِيها نَـــوَّرَ اللَّـــــوْزُ بِهِ
كَمُعْــــرِسٍ آنَ لَــــــــــــهُ أنْ يَفْرَحا
أَيْنَ النَّخِيلُ طامِحـاتٌ لِلْعُــــــلا
دَاْبُ العَلِيِّ دائـمَــــــــــــا أَنْ يَطْمَحا
والتّوتُ والـجِمِّيزُ حُلْوًا شَطْــؤُهُ
لِلهِ كانَ طَعْمُـــهُ مـــــــــــــــا أَمْلَحا
وَسِكَّـةُ الْوَزِيرِ حُفَّ حَــوْلَهـــــا
أشجــــــــــــارُها والظِّلُّ حِينَ لَوَّحا
والياسَميــنُ نُورُهُ وَرِيحُـــــــــهُ
وَنِسْمَةٌ تَجْـــــــــــرِي بِها ما أَرْوَحا
ما زِلْتُ أسألُ الأُلَى أَلْقاهُــــــــمُ
أهَذِهِ يا أيـُّـــــــــــها النّاسُ طَحا ؟
.......
محمد فوزي حمزة
شكرا للمجلة ولابنتنا منى الغريب
ردحذف