عام أتى بالخير والبركاتِ
بأريج هجرة سيد الساداتِ
خير الأنام المصطفى نور الهدى
مبعوث رب العرش ذي النفحاتِ
عام جديد في مسيرة عمرنا
بتفضل من واهب الأوقاتِ
ندعوه دوما أن تكون حياتنا
مملوءة بذخائر الطاعاتِ
وجوامع الأذكار والخير الذي
ينمو نموا يانع الروضاتِ
ومكارم الأخلاق نهنى بالتقى
والبر والزكوات والصلواتِ
ومحبة الهادي البشير المجتبى
حبا صدوقا راسخا بثباتِ
بعبير هجرته نسائمُ بهجة
وسعادة معلومة الغاياتِ
بمناسبات الذكريات تتابعت
بضيائها بتلهف الخلجاتِ
تروي لنا ما كان من أخباره
وجهاده في الله بالغزواتِ
ميلاده إسراؤه معراجه
وبيان هجرة (أحمد) الخيراتِ
كانت قريشٌ قد أفاضت شرها
يجري بظلم دامس الظلماتِ
تأبى الضياء الحق هلَّ بشرعة
لله ذي الآلاء والآياتِ
وطغت بأصنام الهوى طغيانها
وجثت بوحل الكفر والسوءاتِ
ظنت رسول الله دون حماية
من ربه المعبود ذي الرحماتِ
ضل الذين تعبدوا أوثانهم
جهرا وسرا في ضلال بغاةِ
إبليس زَيَّن للئام وسيلة
لحصار (أحمد) من جميع جهاتِ
بفراشه نام الشجاع بعزمه
فاشخص (عليَّ) البأس والصولاتِ
أدَّى الأمانات التي كانت لدى
خير البرايا صادق النيَّاتِ
وحبيبنا المختار يخرج آمنا
يمضي لغار واثق الخطواتِ
والكافرون المعتدون بإثره
يبغون بغي الشر بالحسراتِ
وقفوا أمام الغار حيَّر فكرهم
عش الحمامة واهن المشكاةِ
والعنكبوت أمامه في بيته
بين الخيوط بواثق النظراتِ
وحبيبنا طه يطمئن صاحبا
ببلوغ أمنا وارفا بنجاةِ
ما ظنك اثنين الإله المرتجى
ثالثهما في تلكمُ الحالاتِ ؟!
وإليك طيبةُ سار (أحمد) ثابتا
وصديقه الصديق باللفتاتِ
يخشى على خير الأنام المجتبى
مما يكون بشاسع الساحاتِ
و(سراقة ) لما أراد ثراءه
تبع الحبيب بمكر فكر عاتي
فاختل في جوف الرمال مجندلا
يجني بوار الذل بالخيباتِ
وبوعد طه نال أثمن منحة
بكنوز (كسرى) في زمان آتِ
حاز ابنُ (مالك) مستطابا ناصعا
فيه ابنُ (جعشم) في سرور حياةِ
ومضى الحبيب (محمد) بطريقه
نحو المدينة في أجَل سماتِ
وصفته وصفا متقنا بفصاحة
وبلاغة ممشوقةُ الكلماتِ
ببيان (عاتكة) الجميل جواهرٌ
من (أم معبد) في جليل صفاتِ
والشاة لما أُقْعِدَتْ بهزالها
عادت تدر غزارة المسقاةِ
بركات طه أزهرت أزهارها
بربيعها في أسعد الخيماتِ
أهل المدينة بابتهاج قلوبهم
صدحوا بحب أعذب الأبياتِ
يا هجرة المحمود أنت منارنا
للخير والنفحات والبركاتِ
للعز والأمجاد أنت مسارنا
للمنجزات على مدى السنواتِ
فاجعل لأمة (أحمد) يا ربنا
نصرا مبينا خافق الراياتِ
وارحم لنا أمواتنا يا بارئي
بنعيم خلد مواهب الجناتِ
صلى الإله على النبي وآله
ما الطيب صاحب رقة النسماتِ !
........
صبري الصبري