اُسْكُبي يا ذاتَ الشَّذى كَأْسَ خَمْرِ
إِنَّهُ مِنْ حَرِّ الْهَوى جُنَّ فِكْري
هَذِهِ لَيْلَتي سَأُشْفي غَليلي
مِنْ رحيقِ الشِّفاهِ مِنْ بَعْدِ سُكْرِ
داعِبيني بِالْكَأْسِ إِنِّي عَليلُ
لَيْسَ يُشْفيهِ غَيْرُ نَهْدٍ وَخِصْرِ
ناوِليني أَسْتَمْتِعُ الْيَوْمَ خَمْراً
رُبَّما مِنْها سَوْفَ يَرْتاحُ صَدْري
إِنَّها لَيْلَةُ الْهَوى في مُجونٍ
وَكُؤوسٍ مَمْلوءَةٍ لُبَّ بُرِّ
عانِقيني فَإِنَّني صِرْتُ أَهْذى
وَأَرى جِسْماً أَبْيَضاً تَحْتَ خِدْرِ
ساحِرٌ مَمْشوقٌ رَقيقٌ كَغُصْنٍ
قَدْ تَدَلَّى مِنْ فَوْقِهِ لَيْلُ شَعْرِ
كَيْفَ لا أَغْدو شاعِراً بَيْنَ هَذا
وَفَتاةٌ أَغْوَتْ بِما لَسْتُ أَدْري
لَيْسَ مِثْلي في الْأَرْضِ شَخْصٌ يُغَنِّي
وَحَوالَيَّ الْحُسْنُ وَالْكَأْسُ تَجْري
قُلْ لِمَنْ لَمْ يَغُصْ بِبَحْرِ غَرامٍ
كَيْفَ تَنْوي في غَفْلَةٍ جَنْيَ دُرِّ
خَلَعَتْ ثَوْبَ النَّوْمِ تُلْقيهِ عَمْداً
فَبَدَتْ مِثْلَ الْماءِ في جَوْفِ بِئْرِ
فَامَّحَتْ فَجْأَةً بِرَأْسي مُدامٌ
خِلْتُ سَهْواً بِأَنَّها أُخْتُ بَدْرِ
دَثِّرينا إِنَّ الْوُشاةَ عُداةٌ
فَسَتَبْقى أَسْرارُنا دونَ جَهْرِ
قُلْتِ لي إِنَّ الظَّرْفَ شاءَ لِعُهْرٍ
قُلْتُ إِنَّ الْأَيَّامَ تَجْري بِأَمْرِ
قُلْتِ قُمْ إِنَّ اللَّيْلَ أَزْمَعَ هَجْراً
قُلْتُ لا إِنَّ الْوَصْلَ يَحْلو بِفَجْرِ
قُلْتِ قُمْ إِنَّ الْجِسْمَ أَضْحى لَهيباً
قُلْتُ لا إِنَّ اللَّيْلَ ما زالَ يَسْري
فَضَحِكْنا وَعانَقَتْني بِحَرٍّ
وَتَجاذَبْنا الْعِشْقِ مِنْ كُلِّ شَطْرِ
...........
مصطفى بلقائد