إلا فَــصَــبْـــراً .......بقلم الشاعر الكبير / أحمد قطيش

.
تَـكَـنَّـفَ الْـقَـلْـبَ تِــرجـافٌ وَتَـهْـويـلُ
لَــمّـا تَـلَـوْتُ بِــأَنَّ الْـقَـوْلَ مَـسْـئولُ
.
مُـذْ نَاهَزَ الْرُّشدَ قَلْبي وَهْوَ مُنْشَغِلٌ

بَـهاجِسِ الْـحَقِّ حَـيْثُ الْمَيْنُ مَبْذولُ
.
وَقّـدْ تَـمَلْمَلَ هَـذا الْبَوْحُ في خَلَدي
فَـقُلْتُ شَيْطانُ شِعْري الْيَوْمَ مَغْلولُ
.
فَـنَـحْنُ فــي شَـهْـرِ قُـرآْنٍ نُـدارِسُهُ
فَـصـامَ شِـعْري خَـفوتاً فَـهَْو مَـكْبولُ
.
لَـوْلا الْـهَوى ما شَدا حَرْفي مُغَلْغَلَةً
تَـهْـوي إلَـيْـكُمْ وَلا يَـجْري بِـها قِـيلُ
.
هَـوَيْتُ قَـوْمي فَـأَنْعِمْ بِالْهَوى مَعَهَمْ
لَـطـالَما الـدِّيـنُ حَـبْلٌ فَـهْوَ مَـوْصولُ
.
قَـوْمـي هُــمُ أهْـلُ حَـقٍّ لا يُـخالِطُهُ
دَعْــوى الْـخُرافَةِ أوْ شِـرْكٌ وَتَـعْطيلُ
.
لا نَـدْعـو مَــعْ رَبِّـنا الْأمـواتَ هـامِدَةً
عِـظـامَهُمْ مــا دُعـاءُ الْـخَلْقِ مَـأْمولُ
.
مَـهْـما تَـكـالَبَ أهْــلُ الـشَّـرِّ تُـنزِفُنا
سِـهـامُهُمْ فَـعَـلى الـرَّحْـمَنِ تَـعْويلُ
.
عُـلوجُ كِـسْرى تَـمادَواْ في نِكايَتِهِمْ
لَــكِــنُّـهُ الـــدَّهْــرُ دَوْلاتٌ وَتــحْـويـلُ
.
لا تَـحْـسَـبوا هَـــذِهِ الْأَيّــامَ دائِـمِـةً
فَـيَـوْمُـكُمْ قـــادِمٌ والــسّـاحُ مَـنْـزولُ
.
وَلا تَــظُـنّـوا بِــنــا لِــيـنـاً وَمَـرْحَـمَـةً
كَـكُـلِّ حِـينٍ لَـكُمْ فـي الْـغَدْرِ تَـأْويلُ
.
رَكَـبْـتُمُ فــي حِـذاءِ الْـغَرْبِ يَـرْفِدُكُمْ
عَــلـى مُـنـاكُمْ فَـدَعْـواكُمْ أبـاطـيلُ
.
فَـهَـذِهِ الـشّامُ أَنّـتْ مِـنْ جِـراحَتِكُمْ
وَفــي الْـعِـراقِ لَـكُـمْ نَـكْثٌ وَتَـقْتيلُ
.
حَـتّى بِـعُمْقِ بـلادِ الْـعُرْبِ مِـنْ يَمَنٍ
سَــرى لِـكـسراكمُ حَـشْدٌ وَتَـطْبيلُ
.
أَلا فَـصَـبْـراً بُـغـاةَ الْـفُـرْسِ إنَّ لَـكَـمْ
مِـنّـا قِـراعـاً فَـسَيْفُ الْـقَوْدِ مَـصْقولُ
.
لا تَحْسَبوا الْعُرْبَ ناموا عَنْ جِنايَتِكُمْ
كَــــأَنَّ إسْــلامَـنـا هَــــذْرٌ أبــاطـيـلُ
.
وَحَــقِّ مَــنْ بَــرَأَ الْأنْـسـامَ مـافَتِئَتْ
مُـسَـبِّـحاتٌ لَــنـا دَمُــكُـمْ وَمَـطْـلولُ
.
أحـــمــــد قـــطــيــش