لبعض الناس ألسنة حِدادُ
وأفئدة بها يفشو السوادُ
ومكر كالثعالب في حجور
بها الإضرار والفوضى أرادوا
جوارحهم بإعطاب جسيم
نواياهم يغذيها الفسادُ
قلوبهم بأحقاد كنار
تؤججها اللجاجة والعنادُ
وتغشاها تلابيب الرزايا
وفيها للتفاهات انقيادُ
توافيها السفاهة في رضوخ
ويعمرها التصحر والجمادُ
فلا الإحساس قد لاقى مكانا
بها أو حلَّ للروض ارتيادُ
ولا الإبصار يرقى في مراقي
لها في وعي فكرته السدادُ
فلبهم بإغلاق الخلايا
تخللها مع الجهل انسدادُ
وما فيهم بإمعان سلوكٌ
به بالسعي في الأرض اتئادُ
تهورهم بعيشهم خطير
له فيهم على الفور القيادُ
وعن حلم وعن رشد ووعي
لهم باللهو واللغو ابتعادُ
فمقصدهم متاهات توالت
بمنحدر به انعكس المرادُ
حياتهم كآبتهم تجلى
بها في هدر طاقتهم سهادُ
وفي حالات تحقيق لنفع
يلاقيهم بإخماد رقادُ
هم الأقزام في أوقات عزم
بناصية يعفرها الرمادُ
تجافيهم مروءات السجايا
ويصحبهم بخستهم كسادُ
ويبقيهم بخسرهم قبوعٌ
به لهمُ من الخير ارتعادُ
فشرهمُ بلا حصر وعد
وسوؤهم يواكبه ازديادُ
عليهم دار شيطانٌ رجيمٌ
بوسوسة بها طال القعادُ
فلا الأخلاق أولوها اهتماما
ولا في سعي مسلكهم رشادُ
بهم قد ضلَّ بالعسرى رفيقٌ
تولاهم وضمهم اتحادُ
فبئس الناس من كانوا بوصف
تلاشى من خصائصه الودادُ
وفارق نور تشريع حميد
به تصفو بمنهجه العبادُ
وصل الله ربي كل وقت
على طه هو النور العمادُ
وآل البيت والأصحاب طرا
وتسليمي بهم تحلو البلادُ !!
............
صبري الصبري