لا شيءَ يُسَلِّيني في هذا الضجرِ المُمْتَدِّ
كغربانٍ نافقةٍ في ساحةِ روحي
لا شيءَ يُسَلِّيني لا شيءَ
بلادٌ يعصرُها خمَّارُ العصرِ
وأنهارٌ تلعقُ أحذيةَ الجنرالاتِ
سماءٌ تنزفُ أزرقها
وأغانٍ تَتَثَاءَبُ في حلقِ مُغَنِّيها
قمرٌ يكشفُ عن ساقيْهِ لحراسِ الليلِ
وأشجارٌ تلتهم النار ضفائرَها
أصحابٌ تركوا في قلبي أعقابَ سجائرِهم
وزمانٌ كسَّرَ بوصلةَ الريحِ على صخرةِ جسدي
ماذا يُمكنُ أن يخرجَ من هذا المشهدِ
من هذا الفانوسِ السحريِّ الأسودِ
غيرُ وحوشٍ ضاريةٍ تلتهمُ الأرضَ
وتطحنُ عظمَ هياكلِها
آهٍ من يفتحُ عينيَّ على زمنٍ آخرَ وبلادٍ أخرى
من يفتحُ عينيَّ على سهلٍ أخضرَ
وسماءٍ صافيةٍ
وامرأةٍ تلبسُ تاريخَ العالم خلخالًا
وتحنِّي رجليها بالموجِ
وتَتَمدَّدُ تحتَ الشمسِ كصحراءٍ شاسعةٍ
من يغسلُ بالمطرِ الدافئِ قلبي
ويمسِّدُ شعري لأنام
وآهٍ من يقذفُ تلك الكرةَ الأرضيةَ في المرمى
.........
حسن عامر