لو أنَّ سَيِّدَةً ستقرأُ ما كتبتُ غدًا وتبكي
سوفَ أَسْقُطُ دمعةً وأذوبُ
لكني أريدُ لهذه الأشياءِ أن تبقى
وأن أبقى دمًا حُرًا،
ولحمًا ساخنًا في صحبةِ الإنسانِ
قلبي حكمتي وعصايَ
أعبرُ بالقطيعِ النهرَ،
أحملُ رايتي بين الجياعِ
أحبُّ ما دامتْ هناكَ يَدٌ مُسَالِمَةٌ،
وما دامتْ بواريدُ الجنودِ غَفَتْ أغني :
أيها القمرُ البعيدُ أضئْ
ويا ريحُ افتحي شُبَّاكَ محبوبي
ويا ليلُ اتَّسِعْ للعاشقينَ
ويا غمامةُ بَلِّلِي كلَّ القلوبِ
سأصعدُ الجبلَ الذي كوَّنْتُهُ،
وأقولُ للزمنِ الذي ما زالَ يمضي،
للسماواتِ التي تمتدُّ،
للأنهارِ في جريانها،
للأرضِ في دورانها،
سأقولُ: لم أتعبْ، ولم تَضِقْ الجهاتُ عليَّ
أصحابي هنا ما زالَ في صمتِ الحوائطِ لونُ ضحكتِهم
وما زالتْ فَتَاتي في البعيدِ تعدُّ فتنتَها،
وما زالتْ على الشجرِ الثمارُ تطيبُ،
والإنسانُ يعملُ في خَليَّتِهِ
أريدُ لهذه الأشياءِ أن تبقى
وأن أبقى دمًا حُرًا ولحمًا ساخنًا
في صحبة الإنسان
...........
حسن عامر