أســائــلُ الــفــراتَ عـــن داري
عن غرفتي عن بعض أشعاري
عـن صـوري عن كتبي الأغلى
عــن مـجـلسي وفـيه سُـمَّاري
عـــن تـيـنـةٍ كـانـت بـسـاحتها
عــن الـرخـامِ الأحـمـرِ الـنـاري
عــن شُـرفـةٍ كـانـت لـنا حـرماً
نـسـعى بـهـا مــن دون أسـتـارِ
مــاذا دهـاها قـد بـدت هـيكلاً
مــن الـركـام الأســودِ الـعـاري
فـيـهـا حــطـامٌ مــرعـبٌ وبـهـا
أصـــــــواتُ أطــــفـــالٍ وزوارِ
تــنـهَّـدَ الـسـقـفُ لــهـا فـبـكـت
جـدرانُـهـا والـسـورُ والـسـاري
ويـحَ الـطغاة سـرى بـهم حقدٌ
مــحــدودب يــدمـي بـأظـفـار
داري الـتـي كـانـت كـمـا قـلعةٍ
لا يــغـتـلـي بــريـبـهـا جــــاري
أســائـل الــفـرات عــن حـالـها
فـيـنـبـري يــشـكـو لأســـواري
كـــأنــه فـــــي قــلـبـه دنــــفٌ
يــنــتــابـه ومـــــــاؤه جــــــار
قـــد مــزق الـحـزن شـرايـينه
وبــــــات مــرهــونـا بـــأقــدار
وقــال لــي دارك يــا صـاحبي
تـوشحـت بـــالـحزن والـغـــــارِ
دمـوعـها تـجري عـلى ضـفتي
فـأنـثـنـي أبــكـي عــلـى داري
.......
إبراهيم الأحمد