قم يا فؤادي حطم الأسوارا
هذي بلاد تقتل الأحرارا
إنّا إذا شرعت نوافذ حبنا
نحو الضياء إذِ الغُيومُ جدارا
لا صدقَ في زمن الخداع وأهله
كيف الوثوق إذ العقول سكارى ؟
لا تحتمي بالصبر يا أنت الذي
غَرِقت عيون الحب منه حيارى
بي ما تقول وفي فؤادك دمعتي
فهلـمّ يا قــلبي نـزيح ستارا
إنّي ظننت بأن سلوتك يا هوى
فإذا المساء يزيدني إصرار
قد ضَاقت الدّنيا بِنا وتزاحمت
تهنا كطير يفقدُ الإبصارَ
لن يسكنَ الأحرار في الأرض التي
سِيقت لها جيدُ النفوس فِرارا
لن يسكنَ القلب الطّهور بأرض من
زرعــوا الخــراب فحمّلُوا أوزارا
كنت الغريب عن الحياة وأهلها
فلما سأبكي صَـاحبا أو جارا ؟
دوَّارةً تلك الحيـــــاة كعهدِها
تدمي القلوب وتحرق الأزهارا
غدّارة تلك الحياة بطبعها
تُبكِي العُيونَ عَشيّةً وَنَهَارا
تعلو ..فنعلوا في رياض سموها
ومصيرنا بعد الشموخ غُبَارا
يرضيك أأسف يا فؤادا يشتكي
مُرّ الجفاء سريرة وجهارا
يرضيك أأسف يا عيونا دمعها
يعلو صداها أنهرًا وبحارا
وسألتَ عن صمتي وعن أحزاني ؟
كان الجواب مَفَادَهُ الإنكارا
فلما أظلُّ بحيرتي وظنوني !
وشذوذ لحني يقطع الأوتارا
يا قلب مالي في الدّنى إلاك
هذي دماؤك في يد الأشرارا
يا قطعة الحسنِ المبارَك روضها
هيا بنا لنحطّم الأسوارا
إن القيود وإن تعاظم صنعها
تبقي قيودا في الرقاب ونارا
ولإن أتاك الموت يسدل ستره
فقل السّــــلامُ نِهايةً وقرارا
وعلى تراب القبر أقصص للورى
دنيا الغرام .. ودمعة .. وديارا
ما بين حلم خانني ضاع الهوي
قدري .. ومن ذا يمنَعُ الأقدارا؟