هَــذي دِمَـشْقُ وَفـيها الـرُّوحُ تَـرْتاحُ
تَـــهْــوى تُـعـانِـقُـهـا مُــهَــجٌ وَأَرْواحُ
.
فـي كُـلِّ عَـطْفَةِ دَرْبٍ نَسْمَةٌ عَبَقٌ
فـــي كُــلِّ حـاراتِـها لِـلْـعِزٌّ مِـصْـباحُ
.
أُمُّ الــزَّمـانِ وَلَـيْـسَتْ أيَّ مُـرْضِـعَةٍ
يُــغْــذى بِـأَلْـبـانِها وَغْـــدٌ وَسَــفّـاحُ
.
فـيها تَـنَفَّسَ صُـبْحُ الْـمَجْدِ مُـغْتَبِطاً
يُـنْـديـهِ مِــنْ رَبْـعِـها بَــرُّ وَمِـسـماحُ
.
قَدْ بارَكَ اللهُ أَرْضَ الْحَشْرِ فَاسْتَبَقَتْ
إلـــى رِبـــاطٍ بِــهـا بِــيـضٌ وَأَرْمـــاحُ
.
هَـذا حُـسامٌ عَلى الْأعْداءِ مُنْصَلِتٌ
وَذاكَ داعٍ وَلِــلْــخَــيْـراتِ مِــفْــتــاحُ
.
وَذاكَ وارِدُ بَـــحْــرَ الْــعِـلْـمِ يَـنْـهَـلُـهُ
وَالْآخَـــــرونَ فَــسَــبّـاقُ وَسَـــبّــاحُ
.
هَــــذا الْـوَلـيـدُ وَبِــالآيـاتِ مُـفْـتَـتِنٌ
يُــعْـلـي مَــآذِنَـهـا وَالْـكُـفْـرُ يَــنْـزاحُ
.
وَذاكَ مَـحْـمودُ يُـرسـي مِـنْبَراً أَمَـلاً
بِـخُطُبْةِ الْفَتْحِ في الْأقْصى فَيَمْتاحُ
.
رَبّــاً كَـريـماً بِـنَـصْرٍ طـالـمَا شَـغُفَتْ
بِــهِ الـنُّـفوسُ فَـبَـعْدَ الْـعَتْمِ إصْـباحُ
.
وَذاكَ يـوسُفُ وَالْفَتْح الْمُبينُ سُرى
فـــي الْـعـالَـمَيْنِ فَـأَحْـزانٌ وَ أفْــراحُ
.
وذاكَ بَــيْـبَـرْسُ لِــــلْأدْواءِ مُـقْـتَـلِـعٌ
كَــأَنَّــمـا هُـــــوَ لِـــلْآفــاتِ جَــــرّاحُ
.
هَـذي الـشَّآمُ كَـقُطْبِ رَحاً فَدَيْدَنُها
تُـزْجـي الـمْـآثِرَ والـدُّنْـيا لَـهـا سـاحُ
.
مِـن بَـعْدِ عَـزَّتِها الْـقَعْساءِ يَـدْهَمُها
نَـهْكُ الْـحَقودِ فَـسَعْدُ اْلأمْـسِ أَتْراحُ
.
تَـكَشَّفَ الْغِلُّ عَنْ سِحَنٍ عَلى دَخَنٍ
مِــنْ بَـعْـدِ تِـكْـذابِها نَـكْـثٌ وَإطْــراحُ
.
طـاحَتْ شِـعاراتُهُمْ جَـوْفاءَ يَفْضَحُها
غِـــلُّ الـصُّـدورِ فَــإنَّ الْـغِـلَّ فـضـاحُ
.
فَـأُتْـرِعَتْ أُغْـنِـياتُ الـشَّـوْقِ نَـهْنَهَةً
وَفــــي الْـقَـريـضِ تَـبـاريـحٌ وَأَبْـــواحُ
.
يُــتَـبِّـرُ الــنَّـغْـلُ زَهْـرَتَـهـا وَيَـعْـضِـدُهُ
فــي سَـفْـكِهِ مـايَـني عِـلْجٌ وَنَـبّاحُ
.
فَـأَيْـبَسوا كُــلَّ خَـضْـراءٍ فَـمـارُدِعوا
وَأَوْغَـلوا فـي دَمِ اْلأبْـرارِ مـا انْزاحوا
.
وَأَوْضَـعوا فـي رُبـى الْأَخْـيارِ فِتْنَتَهُمْ
وَمَـزَّقـوا الْـوَطَنَ الْـغالي وَمـا راحـوا
.
هَـذي دِمَشْقُ أَيا قَوْمي عَروسَكُمُ
يَـــزُفُّــهــا لِــلْـمَـنـايـا الْآنَ ذَبّــــــاحُ
.
سُـحْـقاً لِـقَوْمٍ يَـقومُ الـذُّلُّ مُـعْتَجِراً
فِـيهِمْ خَـطيبا فَـهُمْ خُـرْسٌ وَشُـرّاحُ
.
لايَـنْـثَني الـزَّيْـفُ عَــنْ تِـنْـعابِهِ أَبَـداً
ألّا وَمُــخْــرِسُـهُ بِــالْـحَـقِّ صَــــدّاحُ
.
حَـيَّـا إلَـهي رِجـالَ الـشّامِ مـاوَهِنوا
عَـــنْ دَفْــعِ صـائِـلِها وَالـنّـارُ تَـجْـتاحُ
.
سَـورِيَّـةُ الْـمَجْدِ لَـنْ تَـفْنى مَـآثِرُها
فــيـهـا الْــمُـروئـاتِ أَعْــــلامٌ وَأدْواحُ
.
يَـعْلوا رِجالٌ بِها سَمْتَ النُّجومِ ذُرىً
دَرْبُ الـسَّلامِ إلـى الْفِرْدَوْسِ يَنْداحُ
.
لايُــــدْرِكُ الْــفَــوْزَ إلّا كُـــلَّ مُــؤْتَـزِرٍ
لِـلْـبَـأْسِ مُــزْدَلِـفٌ لِـلْـهَوْلِ مِـطْـواحُ
.
سَـتُـسْتَعادُ لِأَرْضِ الـشّـامِ نِـعْـمَتِها
وَيَـجْـتَـني الْــبُـرَّ بَـعْـدَ الـبـورِ فَــلّاحُ
.
وَيَـرْقُـصُ الـظَّـفَرُ الْـغـالي بِـساحَتِهِ
فَـلِـلْـمَــواويـلِ وَالــدَّبْــــــكـاتِ رُواحُ
.
وَلِـلْـبُـغاةِ جَــريـضٌ لَـسْـعُـهُ حِــمَـمٌ
وَعِـــنْــدَ رَبِّـــــكَ أَنـــكــالٌ ونُّـــــواحُ
.........
أحمد قطيش