مدحوكَ هل بلغ المديحُ مداكا؟!
عَجَزَ القريضُ وعزّ من أعلاكَا
مابال " شوقي" و"الإمام "تجرآ
واستمطرا الأشعار عطرَ ثراكَا؟
والعطرُ يخجلُ إن مررتَ جوارَهُ
والزهرُ يزهو إنْ سقاه نَداكَا
والشمسُ مادفئتْ بغير صلاتها
في الصبح أدّتْ فرضَها لضُحاكَا
والكون ماللكون يلبسُ طُهرهُ
إلا لتحضر عُرسَهُ بهُداكَا
"البُردةُ "الفيحاءُ نالت قطرةً
من فيضك المنّاح شهد صَفاكَا
فتراقصتْ في تيهها بين الورى
و "بنهجها " ظُنّ القصيدُ حواكَا
" حسانُ" ما احترف المديح تفرُّدًا
لكن حباهُ المُلهَماتِ شذاكا
ولـ " كعب "إذْ " بانت سعادُ " قضيةٌ
كتبتْ على بُسُط الزمان عِظاكَا
مدحوكَ ، لا ، مدحوا القريضَ ، توهّموا
وصفوك، ما اقتربوا ؛فمن داناكَا ؟!
أنا ما انتويتُ، وما أبررُ جرأتي
لكنها الفيضات من مولاكَا
أغرت بإدبار السجود تحوقلي
حتى أفاقت غفوتي عيناكَا
فرأيتني خَجِلاً ، أطأطئ ُ نظرتي
فوجدتُ عندك عزّتي برجاكَا
واستوقفتْني لهْفتي متضرّعًا
فتتالتْ الزخّاتُ من عَلياكَا
هذا قصيدي ، أو بكاءُ مُيتـّمٍ
عند المقام رعاهُ من يرعاكا َ
ماذا بوسعي إن أردتُ سباقهم ؟!
ما أقرب المسعى ... وما أقصاكَا !
أأقومُ مجترئا لأدخل ساحةً
فيها تغيب الشمس خلف ضياكا؟
يارائما صيدَ النجومِ بإبرةٍ
يا واقفا بالباب ، ما أشقاكَا!
حُزت الفخارَ إن اقتربْت لُحيْظة ً
من كوثر الإصغاءِ إنْ أدناكَا
وسُقيتَ من حوض الحضور سقاية
بمحمدٍ ، أنعم بها ، وكفاكَا
أترافق المحبوبَ عند حبيبهِ
من ذا يطاولُ منزلا ... مَنْ ذاكَا ؟
سجَد الكلامُ وسبّحت ألفاظهُ
جلّ الذي في السدرة استدعاكَا
وحباكَ من كرَم الدنوِّ منازلا
فرأيتَهُ في جَلوة فجَلاكَا
أنـّى لشعري أن يقارب خفقةً
طرِبتْ بها الأرواحُ تحت ذُراكَا
أنى لهذا العشق يطفئ جمره
و السر ُّ يجهرُ إن طوتْه سماكَا
أو َأستطيعُ السير فوق بروقها
أوَ تستطيع ُسباحتي نجواكَا
إني بصحرائي أحدّث رملها
الله أظمأ مُهْجتي ورواكَا
وأقامني في ظلمتي متخبّطا
حتى تجلّى في الدُّجى مشفاكَا
فإذا السقومُ تحللتْ من " هاهنا "
فطفقتُ أركضُ للشفاء " هناكا"
قدمتُ أعذاري فتاهتْ فكرتي
ووجدتُني متوسلا رُحماكَا
يا أيها المختارُ ، خارتْ حُجّتي
و استركعَتْ أعمادَها بُشراكَا
إذ أوقفتْني صبْوتي في ساحها
حار المريدُ ، إذ ابتغى مثواكَا؟
أيراكَ سرًّا أم يزوركَ جهْرة ً؟
أنا و الجهارةُ والخَفَا أسراكَا
هل للأسارى حيلة من أمرهم ؟!
أنا في هواك مكبَّلٌ بهواكَا
ليَ مادعا قلبَ الرَّكُوعِ سجودُهُ
ولكَ الفيوضُ ترشُّها كفاكَا
ياأيها الوهجُ المسافرُ في النُّهى
سبحان مَنْ منحَ الوجودَ سناكَا
وبحولهِ ألقى عليك رداءَهُ
ليقيك ما احتبسَتْ قلوبُ عِداكَا
ياجوهرًا من لؤلوءٍ من عسْجدٍ
سُدْتَ الحياة إذ ارتضتْ دعواكَا
فغرسْتَ في الدُّلج انتباهة ضوئِها
فاستنبتتْ أقمارَها ؛ لتراكَا
حُمِّدت في كبد السماء فكبّرتْ
كلُّ الملائك طافت الأفلاكَا
ألقتْكَ في سمع الزمان تحيةً
كيف الزمانُ يردُّها ؟! حاشاكَا
مَن ذا يـُجيرُ الحرف من هفواتهِ
حتى تصير قصائدي مغناكَا؟
مَن لي ببسْط النور بين خواطري
كي أستردَّ مصابحي بضياكَا؟
هذي حروفي شاكياتٌ عجزها
تبدو البواكيَ ترتجي رؤياكَا
أيقظتَها مِن بعد طول رقودها
لم تُبقِ في القلب السَّكِينِ عَداكا
أرهفتُ عقلي برهةً فأراقني
في كأس حبكَ سكْرة برضاكَا
فإذا الجوانحُ عارجاتٌ للسما
وإذا العروقُ تشربت مسْراكَا
فخطوتَ بي نحو البروق تشدني
فأجاءني الرحمنُ نحو حماكَا
خذني إليك وردّني من هِجرتي
واكتبْ شهادة رحمتي بدُعاكا َ
قبّلتُ أعتاب القَبولِ فضُمّني
بين الذين تُظلُّهم قُرباكا
لا أرجونـّكَ يا رسول رياءة ً
للمادحين ؛ فلا أرومُ سواكَا
أشهدتُ ربي أن سكنتَ أضالعي
فغسلْتني بالنور في ذكراكَا
إن فارقتْني صُحبتي من فاقةٍ
القلب يغنى من عظيم غِناكَا
إنّي القليلُ ، وأنت جمٌ ، عُصبةٌ
وأنا الضعيفُ ، مِنَ القوىِّ قِواكَا
ثقُلتْ ذنوبي مِن تغفُّل رحلتي
ماعاد إلا تُستغاثَ يداكَا
فكنِ الشفيعَ لأخرقٍ متقلّبٍ
من بعْد عُسرٍ يرتجي يُسراكَا
هل لي سواك لدى الكريم مشفّع ٌ؟
من ذا يقيلُ تعثري إلاكَا؟!
فارفقْ بذلّي ، ياترفق أمةٍ
تجثو على الأضواء ؛ كي تلقاكَا
وامنح فؤادي ركعة في مسجد
بمدينة الأنوار ، وقت نِداكَا
ودع الدعاء بحضن ربي حِجةً
وطوافَ عُمرٍ عِزُّهُ مرآكَا
.....
مختار عيسى
أكتوبر 2014 م