ذِكرى الحبيبِ محمد هى عيدُنا
عطِرَت بها الأجواءُ في كلِّ الدُّنا
فيها مناهلُ كُلِّ خَيرٍ وافرٍ
زادٌ وترياقٌ سَرَى بقلوبِنا
فبرحمةٍ للعالمِينَ تنزَّلت
في مولدِ الهادي البشيرِ تعمُّنا
وملائكُ الرحمنِ راحت تحتفِي
وأضاءَ نجمُ محمَّدٍ بسمائِنا
وبهمةٍ حملَ الأمانةَ داعياً
ليُبلِّغَ الدِّينَ الحنيفَ وما ونَى
بالرِّفقِ جاءَ مُيَسِّراً ومعلِّماً
ما كانَ فظًّاً أو غليظاً بينَنا
وبدَى على خُلقٍ عظيمٍ قدوةً
للعالمينَ وكنزُ بِرٍّ يُقتنَى
ذكراكَ يا خيرَ الورَى برِحابِها
دوماً تلوحُ معالمٌ فتُعيدُنا
نصحو على فجرٍ ينادي بارقاً
يا أمَّةَ التَّوحيدِ قومي للبِنا
بالعزمِ والإيمانِ يعلو صرحُنا
بالعُروَةِ الوثقَى فذاكَ سبيلُنا
وبسيرةٍ فيها الملاحمُ سُطِّرَت
أنْعِم بها منهاجَ هديٍ أبيَنا
فيها نُدارسُ ما مضى من عِزَّةٍ
خضعت بها الأممُ العظامُ لحكمِنا
كِسرَى خَبَت نِيرانُها لما بدى
نورُ الهُدَى فتحاً مبيناً جائَنا
وتزلزلت أركانُها وتصدَّعت
لمَّا انبرى عدلُ السماءِ بأرضنا
منها تباشيرُ النَّجاةِ تبَلَّجَت
أملاً يُبدد من غيومٍ حَولَنا
قد كشَّرَت بغياً بأنيابٍ لها
وتكالَبَت كيما تُفرِّقُ جَمعَنا
وصَدَقتَ وصفاً سيِّدِى من جلدِكُم
بلسانِكُم قد أصبحوا قيداً لنا
ياليتَها كانت تعودُ نُبوَّةٌ
من نورِها ينهارُ كُلُّ ظَلامِنا
مازلتَ فينا سيِّدى بكَ نهتدى
بالسُنَّةِ الغرَّاءِ نروي نشئَنا
تصبو القلوبُ إليكَ شوقاً حاملاً
منَّا السلامَ عليكَ بعدَ صلاتِنا
(البحر الكامل)
.......
إبراهيم بديوي