كُسِيتُ كَآبَةً وشَرِبتُ إثمًا
وَسَجَّى الليلُ في صُبحٍ عيوني
وَهَدَّ الدَّهرُ أحلامي وأبقى
لديَّ هواجسًا سَكَبَتْ جُنوني
بلا ذنبٍ أعاقرُ كُرهَ نفسي
لتيبسَ دونَ إنذارٍ غُصوني
كأنِّي مِن شقائيَ عندَ لَحْدٍ
عَزَفْتُ لِمَنْ بِهِ صَمَمٌ لُحوني
إذا أشتَتْ عَلَيَّ أزيدُ تيهًا
فَمن جيرٍ وَقَدْ لُوِّعْتُ طيني
إلامَ القَهرُ يجلدني بِصَبرٍ
بِهِ ضاقَتْ إذا اتَّسَعَتْ ظُنوني
كأنَّ النَّجمَ يَضحَكُ حينَ أبكي
فَما فُتِحَتْ على ضَوءٍ جُفوني
لمن أشكو وَمَنْ أشكوهُ يشكو
لَهيبًا قد تَسَرَّبَ من شُجوني
فَما أشقى الحياةَ بحِضنِ موتٍ
وما أقسى الصيامَ لغيرِ دينِ
تَعَجَّبَ قارئي لبكاءِ حبري
ألم يُبصِرْ لَهيبًا يَكتَويني
على سَعَةِ السَّماءِ وجدْتُ ضيقًا
فليس هناكَ نجمٌ يَحتويني
لَدَيَّ كما لَدى المحرابِ عشقٌ
لآياتٍ بِها يُمحَى أنيني
إلى الرحمنِ فوقَ العشرِ يدعو
رجاءَ اليسرِ من عسرٍ أَنِيني
بصدري واردُ البأساءِ يلهُو
كأنَّ الضُّرَ طُرًّا يشتَهيني
أقولُ لشقوتي والعينُ حَرَّى
ولو يومًا لأجلِ اللهِ بيني
فما أغراكِ في جسمٍ نَحيلٍ
أريدُ إجابَةً لا تكتميني
................
ماهر النادي