بِعُمري الَّتي كالمؤنِساتِ تَدورُ
بِكأسٍ لَدَيْها كالفُؤادِ شُعورُ
سَكِرْتُ بِها قَبلَ الوُلوجِ لِسِرِّها
فَمنْها الحروفَ العاشقاتِ أَمِيرُ
سَبَتْني بِعطرٍ قد تَنَفَّسَ بالجَوى
فكدْتُ إِليها مِن هَواى أطيرُ
تَسامِرُني والصَّمْتُ يَغزِلُ ثَوبَها
فَرَقَّ كلامٌ آسِرٌ وَأسيرُ
أقولُ وَنَفسي الذِّكرياتِ تَوَسَّدَتْ
وروحي بسِفري مِنْ جَناكِ عَبيرُ
أخاصِمُ كأسًا قَد عَشِقْتُ وَخَمرَةً
إذا اصفَرَّ وَجهٌ في رُباكِ حَريرُ
عَلى الوَجنَتَينِ المائلاتِ إلى النَّوى
شَكا الدَّمعُ حُبًّا بالوَلوعِ يَجورُ
لَمَسْتُ نعيمًا بالوصالِ فهل ثَوَى
لديَّ وَقد طالَ الحنينُ سَعير
ينابيعُ حرفي بالتَّولُّه ِ فَجَّرَتْ
دُواتي وَقلبي بالغرامِ يَفورُ
ألا تَسأليني عن لُحونٍ مَشوقَةٍ
إليكِ لَديها ما ذُكرتِ زَفيرُ
لَدى القلبِ منها ما يؤرِّقُ أعيُنًا
ويُطرِبُ فكرًا عاشقًا وَيُحيرُ
فَعَنِّيَ لحظًا لم تغيبي وإنما
هَواكِ شُئُوني كالرئيسِ يُديرُ
كأنّي وَحِبري مُذْ عَشِقْتُكِ في لَظًى
وَفَوقي سَحابٌ بالنَّعيمِ يَسِيرُ
هُوَ الحُبُّ حِسٌّ قد تخامَرَ في الجَوى
بهِ الحزنُ بحرٌ لَو لَدَيهِ سُرورُ
فَهل للقوافي النائحاتِ عَلى الرَّجا
بليلٍ عَبوسٍ كالنُّحوسِ سَميرُ
أظنُّ وظَنِّي من دُروبٍ مَشَيْتُها
لدى العشقِ ثوبُ المسعداتِ قَصيرُ
أرى النَّجمَ مثلي في السَّماءِ مُسَهَّدًا
يُحاولُ نَومًا هل تُراهُ يَغورُ
لِهَمِّي بغُدرانِ المَساءِ تَأوُّهٌ
يَصُبُّ وَدمعٌ قد جَفاه غُرورُ
أحِنُّ لِتَفسيرِ الرسومِ بِمهجتي
عساهُ بِصَفوٍ أَنْ يجيْءَ سُرورُ
مِنَ الصَّبرِ إِنِّي قَد دَعَوْتُ إلى الضُّحى
وما زِلْتُ أَدعُو أَنْ يَهُونَ عَسيرُ
.......
ماهر النادي