وفجأة ! حدثت واقعة إنخلعت لها الألباب؛ تطايرت صحف الأعمال؛ وذهبت كل صحيفة لصاحبها؛ فآخذ كتابه باليمين؛ وآخذ كتابه بشماله، وبقى الناس في حيرة وخوف ووجل؛ حتى إستقرت كل صحيفة بيد صاحبها؛ فاستبشر المؤمنون بقرب النجاة ؛عندما إستقرت صحفهم بأيمانهم؛ بينما إزداد الكافرون والمنافقون غمًّا إلى غمهم حينما إستقرت صحفهم بشمائلهم جزاءً وفاقًا .
وبعد أن أمسك كل واحد كتابه ، بدأوا بفتحه ، وكل منهم يقوم بقراءة ما كتب فيه ، فيشعر بأنه مراقب ، فأفعاله كلها مكتوبة ، ومحسوبة ، ولا مفر منها، ثم العقاب على الأفعال التي في الكتاب ، وكل حسب مقدار الذنوب ، بعدها وضع الميزان حيث توزن جميع الصحف بالميزان الذي وضعه الله ، والذي ترجح كفة حسناته يدخل الجنة .
وبدأ السير علي الصراط : حيث سار الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومرت أمته ، ينقسم الناس لأطياف وأزواج ، بمعنى أنه كل فئة مع مشابهيها ، فالظلمة مع الظلمة ، والمسلمون مع المسلمين ، ثم يسير الناس بما يعطون من الأنواع ، فالمؤمن يعطى نوراً يسير به على الصراط إلى الجنة ، أما المنافقون لا يعطون النور ، فيسيروا والنار أمامهم ، فيسقطون فيها والعياذ بالله .
وجلست أتخيل نفسي وأنا أعبر الصراط ، انتابتني قشعريرة شديدة ، هل سأستطيع المرور فوقه ، وهو كحد الشفرة ، شيئ عجيب حقا !
..............
عصام قابيل