وفي ظل القناعةِ .. والرضا المودوعِ
أرهف بقلبك المخمومِ سمعا
لفضاءات المدى الموجوعِ !
يُّنبيك أن الفجر دانٍ
وشمسه .. قريبة السطوعِ
*
صمت المدائن والشعوبِ ... ليس جهلا
ليس ضعفا أو خضوعًا ..
أو ضياعا ... بين أحراج الخنوعِ
ففي قلب المدائنِ ألفُ بركانٍ
وزلزالٌ من الغضب المُهيأ
بالأحشاءِ ممدودٌ ومزروعُ !
ومُنْتَّظرُ القيام ... ومُنتظرُ الوقوعِ !
يجاوز في الهلاكِ لظالميهِ
قوانين البسيطة ... وحزب ظلامها الشيطانى !
لقانونهِ الأعلى سماويَّ النزولِ
سماوي الشروعِ
ويَّجّبُرُ في تتابُعِ هِزاتهِ
كلَّ المدى المصدوعِ
*
صمت المدائنِ والشعوبِ
ليس ضعفا مُهزلا ... أو مَواتِ
قد يستكينُ كثيرها ...
في هجوعٍ
كما تستكينُ للريحِ السفائنُ
وتعلو هدأة الصمتِ المريب .. أشرعة القلوعِ
إن الشعوبَ مع المدائنِ ..
لا يعتريها على المدى إستسلامُ
وسماؤها غضبٌ ورجسٌ مُستبانٌ سوف يعلو
فوق طغيانٍ تمدد بالربوعِ
مدائنُ الإسلامِ .. وشعوبها
لا تعرفُ الركوعَ !
إلا لمن فرض السجودَ مع الركوعِ
مدائنُ الإسلام قد تمرض .. ويُضعفها الطغاةُ
قد ترتجف بلباسِ خوفٍ
أو غلالةِ جوعٍ
عيناها قد تبكى... بكاءَ مُغررٍ مخدوعِ
غير أن يقينها يعلو ويعلو
كآذانِ السَّما المسموعِ
كآذان السما المشروعِ
فتستعيدُ النورَ فجرًا باسما
قدسيَّ الطلوعِ
*
أرهف بقلبك المخموم سمعا
وفؤادك الراضى القنوعِ
فآخرة الضلالِ .. تجمعت أقطابها
وتمددت نحو الهلاك .. بخطوها المصروعِ
تُجرجر في خزى الفضائح عارها
وترممُ العرشَ الخَدوعَ..
بجهالةِ العقل المريض
وحثالة الأتباعِ
فتتنامى شقوقُ الصُدوعِ
وليس إلى بقاءٍ من سبيلِ !
فالنارُ تأكلُ سيقان المظالمِ
وأشجارها ... حتى الفروعِ !
.....
رضا فهيم