مُتعجّلٌ ؟؟
و لِمَ التعجل إنني
قد عشتُ عُمري في انتظارِكَ
كل ثانيةٍ ولم تأت / استرح
سأقومُ أحتضنُ الشوارعَ
و الدفاترَ
و الحكايات القديمةِ في مُخيلةِ الزمانِ البكرِ
ثم أقومُ نحوكَ
ننطلق
فالرحلةُ اليومَ ابتداء
و لَكَم تخافُ النفسُ من كل البداياتِ التي
مرّت بها
دعني
أطوف كعقربِ الساعاتِ في
كل الميادينِ التي
قد عانقت خطوي على دربِ الرجاءِ المستبدِ لأمنياتٍ
ما تحقّقَ بعضها
فلعلّني أُلقي تحية غائبٍ
عن عالمِ النسيانِ للبابِ العتيقِ
ببيتِ أيامِ الطفولةِ
منذُ أول رحلةِ الأيامِ في الزمنِ المسافرِ للفناء
و وقتها
سأعيدُ في عمقِ التذكّرِ كل ألعابِ الصِبا
و لربما
إن كنتُ أمتلكُ النقودَ سأشتري
ناياً ليعزفَ من بكاءِ حنينِه
فصلين من سِيَرِ المُهاجرِ في اغترابِ الحُلمِ
طيلةَ عُمرِه
أو أشتري زهرَ اشتياقِ جوارحي
لتعطِّرَ الحزنَ الملازم للمدار
وبما تبقّى
ــ إن تبقّى بعضها ــ
بعضَ السجائرِ
و الثقابِ و دفترين فإنه
لا زال في قلبي مِداد
دعني
أودِّعُ كل من عَرِفَت عيوني
من سنابلِ قريتي
و نخيلها التوّاق للأملِ المطالب بالشموخِ
وذكريات الركضِ في صهدِ الولوجِ
لبابِ أشعارِ الصِبا
و ملامح البنتِ التي
ما زلتُ أذكرها بندبٍ في الجبينِ
يلوحُ إذ ما أظهرت لي بسمةً
و تُميتُها عند اندلاع تساؤلاتِ العين فيه
و تختفي عن ناظريّ لبرهةٍ
و تعود تضحك من جديد
****
لا تكتم الضحكَ الذي
يبدو جلياً في عيونكَ
قولتي
هذيان ما قبل البدايةِ
في نهاياتِ الغيابِ بغربتي المحدودةِ الزمن الذي
قايضتُه بقصائدِ الشعرِ المعبأ
في حقائب من تهيأ للذهابِ إلى البعيد
الأن جئت ؟
و لكم سألتُكَ قبلها
ألا تجيئ إليّ قبل تجاوزي
كل المفازاتِ التي قد تُثقلُ القدمين
حال ذهابنا
حتي أخففَ كاهلىَّ المرهقينِ من احتمالاتِ التأوهِ
و الركون إلى مداراتِ العناء
ما قلتِ لي
مَن سافروا قبلي
أحقا يعلمون بمقدمي
أم أن رحلتنا إليهم
قد تكون مفاجأة
في حيرةٍ عقلي
تراهم يسعدون بمقدمي ؟؟
لا ..... لست أدري
ربما
في بعدهم عني استراحوا
من جنونِ الشعرِ
و الغليانِ وقت هبوبِ أنواء القصيدة
أو ربما نَهمُ الحروفِ
لرشفةِ البنِ المحوجِ بالقرنفلِ
عند إشراقِ الصباحِ
و في المساء
وعند نومي
أو معاقرة السجائرِ
و انتشاء جوارحي
بدُخَانِها الممتدِ ساعات النهار
أتظن أنَّ ...............
أظنُها قد هيأت لي كل ما أرنو إليه
متعجلٌ ؟
فالأن هيا
ننطلق
...........
جابر الزهيري