وَمنكَ بنى اَلعِلمُ مَجْدًا أثيلًا
يطوفُ اَلدّنا فَيُضيءُ اَلسّحابا
فَسِرْ وَجبينُكَ يَلْثُمُ أُنْسًا
تمُرُّ بِهمْ لا تُريدُ اَلحِرابا
تَخَضَّبَ وجهُ مِلاكٍ وِصالًا
فما وجدَ اَلهجرُ إلّا يَبابا
وتأبى اَلسّلامةُ إلّا صَفائي
وَتكرهُ وَحشةَ حُرٍّ عَذابا
وَعفوُكَ يا رَبِّ مُؤنسُ حُرٍّ
أطافَ اَلوَرى؛ فاَتُّخِذْتَ مَآبا
وَتخشى مُلوكُ اَلزّمانِ اِحْتِجابا
لِنورِ مُحيّاكَ؛ فَهْوَ اَلمَهابا
تظلُّ لِحاظُكَ لِلبدْرِ دَومًا
تَفكُّ اَلعَنا جيئةً وَذِهابا
وها أنتَ تَسمو ندًى وأناةً
فيرغدُ يومٌ تَحدّى اَلمُصابا
هَجرْتُ وصالَ عُهودٍ سُلافًا
وَسرْتُ إليكَ مَهيبَ اَلجَنابا
دفنْتُ هزيعًا بِبحرِ اَلأُوامِ
طموحًا بِصُبْحٍ يفلُّ اَلسّرابا
فإنْ أكُ يومًا رَبيبَ صفاءٍ
فَمنكَ سَعى اَلنّورُ نَحوي لُبابا
فما سعِدَ اَلأدبُ اَلعربيُّ
إذا لمْ يَكنْ لِفداكَ اَلرّضابا
.......
محمود ريان