حَرقَوا الرَّضيعَ وقَبلَه حرَقوا الوَطَنْ
فاعزِفْ يَراعِي لَحْنَ حُلمٍ بالشَّجَنْ
سجِّل تخاذُل أمَّة عُزِفَتْ لها
أَلحانُ خِزي واسْتباقٍ في وهَنْ
اكتُبْ نشيدَ الذُّلِّ رَانَ بِأمَّةٍ
سلَكت دُروبَ الخوفِ في كلِّ المِحَنْ
حرَقوكَ يا رَمْزَ البراءَةِ خِسَّةً
فاصعدْ قريرًا تاركًا دُنيا العفَن
بلِّغْ سلامي ياعَليُّ لِدُرَّةٍ
بلِّغه أنَّ القدْس تصرُخُ من زمَن
بلِّغهُ أن العُرْبَ باتوا عالةً
ودِماؤُهم كَالمَاءِ ليس لها ثمَن
زَرعُوا الضغائنَ والخلافَ سفاهةً
ونَسُوا بأنَّ عدُوَّهُم سرَق الوطن
حَصَدُوا التفرُّقَ والتناحُرَ بينهُم
حَصَدوا القطيعةَ والمَهانة والإِحَن
سُلِبَتْ بِلادُ العرب آيةَ مَجْدِها
وَبِكلِّ شِبْرٍ صَارَ حُرٌّ يُمتهَن
إيمَانُ نادت في مَزادِ بُطولَةٍ
مَنْ ذا سيدفعُ مهرَها مَنْ يُمتَحَن ؟
فأَجبتَها ودفعتَ كلَّ صَداقِها
لم تُبقِ منه مؤجَّلًا غير الكفن
العُرْسُ في أعلى الجِنان مَكانةً
والشاهدانِ هما حُسينٌ والحَسَنْ
فاهنأْ بِعًيشٍ ثم صُحبةِ صَالحٍ
غَرِّدْ كطيرٍ دونَ خَوفٍ أو حَزَنْ
*******************
شعر : جابر عبد العليم