في النّقبِ نسكبُ الفرحَ على الحزنِ
ليولدَ الحنين..
في النّقبِ سار النّاسُ فرادى وثُنى؛
كي تولدَ الحياةُ من خيمةِ الحضور...
في النّقبِ ننصبُ الخيمةَ على جسر الرّمال؛
حتّى لا نركنَ إلى الحبورِ والدّعة..ز
نرسمُ البسمةَ على وجوهِ البرايا؛
لنَنسى الأسى ولو لبرهةٍ أو سُويْعَة...
في النّقبِ نأكلُ المُرّارِ والعكّوبَ، ونمزجُ الحكايةَ
بفنجانِ قهوةٍ؛ حتّى لا ننسى تراثَ الضّيافة...
في النّقبِ ننصبُ الخيمةَ إلى جانبِ البيتِ؛
كي نتذكّرَ أنّنا من رحمِ هذه الأرض...
نسكبُ القهوةِ بينَ ظلالِ الرّمالِ، وعند أقدامِ الرّجالِ؛
حتّى لا تنامَ الصّحراء!...
في النّقبِ نضعُ أحذيتنا عند رؤوسِ الرّجالِ؛
حتّى لا ننسى حُلمَ العودة...
نسرجُ الخيولَ في غدوٍّ وأصيلٍ؛
لندركَ أنّنا لا نزال نرصدُ الفجرَ الآتي...
في النّقبِ تتقاربُ الفصولُ والسّنون؛
لأنّ المواسمَ تأبى إلّا الوصولَ والخصوب...
في النّقبِ يموتُ السّاعي على أرضهِ؛
ليحيا الرّعيلُ على معاني البقاء والنّقاء...
نذهبُ زرافاتٍ.. زرافاتٍ ؛ لنُحيي الوعيَ
من وهمِ الرّحيل والرّكون إلى الأمان...
نبترِدُ الرّمالَ رغمَ حرّ اللّاهبِة؛ لتحيا النّفوسُ وفيها
جذورٌ من إيمانٍ وأصولِ نَسب !...
في النّقبِ نصنعُ الأسطورةَ عندما ننفُرُ في الهزيعِ؛
لنرسمَ الفرحَ على وجوهِ عُمّارِ المكان!...
في النّقبِ قد يموتُ كلّ شيء إلّا المرابطَ على أرضهِ
يتنفّسُ عطرَ العائدينَ؛
ليحيا والذّكرى تذبحُهُ
بينَ تخومِ الأهلِ والضّيوفِ،
بين الشّمالِ والجنوبْ!...
.................
محمود ريّان