قالوا : الصَديقُ رُقعَةٌ في الثَوبِ ، فَليَنظُرِ الإنسانُ ما يُرَقِّعُ بِهِ ثَوبَهُ .
وقالَ الأوزاعيّ : الصاحبُ لِلصاحبِ كالرُقعَةِ في الثَوبِ ، إن لم تكنْ
مِثلَهُ شانَته .
قالَ ابن رَشيق :
اصحَبْ ذَوي القَدرِ و استَعدَّ بِـهم
و عَــدِّ عــن كــلِّ سـاقِـطٍ سَـفِلَهْ
فَــصـاحـبُ الـمَـرءِ شـاهِـدٌ ثِــقَــةٌ
يُـقـضـى بِـــهِ غـائِـباً عَـلـيهِ و لَــهْ
و رُقــعَـةُ الــثَـوبِ حــيـنَ تَـلـبَسُهُ
شُــهــرَتُـهُ أو تَــكــونُ مُـشـتَـكِـلَهْ
و في الحَديثِ :(( الناسُ معادنٌ كمَعادنِ الذَهَبِ والفِضَّةِ ، خِيارُهم
في الجاهليةِ خِيارُهم في الإسلامِ إذا فَقِهوا، والأرواحُ جُنودٌ مُجَنَّدةٌ ،
فما تَعارَفَ منها ائتَلَفَ ، وما تَناكَرَ منها اختَلَفَ))
ونَظَمَ أبو نَوّاس فَقالَ :
إنَّ الـقـلـوبَ لَأجنـادٌ مُـجَـنَّـدةٌ
للهِ في الأرضِ بِالأهواءِ تَعتَرِفُ
فَـما تَـعارَفَ مـنها فَـهوَ مُؤتَلِفٌ
و مـا تَـناكَرَ مـنها فَهوَ مُختَلِفُ
و قالَ طرفه :
إذا كنتَ فـي قَـومٍ فَـصاحِبْ خِيارَهم
و لا تَصحَبْ الأردى فـتَردى مَعَ الرَدي
عَنِ المَرءِ لا تَسألْ و سَلْ عـن قَرينِهِ
فَـكـلُّ قَـــريــنٍ بِـالـمُـقـارَنِ يَــقـتَـدي
و قالَ الخالديّ :
و إذا أردتَ تَرى فَضيلَةَ صاحِبٍ
فَانظرْ بِعَينِ البَحثِ مَن نُدمانُهُ
فـالـمَرءُ مَـطـويٌّ عـلـى عِـلّاتِهِ
طَـيَّ الـكتابِ و صَـحبُهُ عِـنوانُهُ
و قالَ أبو العَتاهية :
فَلا تَـصحَبْ أخا السوءِ .. و إيّــــاكَ و إيّـــــــــــاهُ
فَكم مـن جـاهلٍ أردَى .. حَـلـيـمـاً حينَ آخــــاهُ
يُقاسُ الــمَـرءُ بـالـمَـرءِ .. إذا ما الــمَـرءُ مــاشاهُ
وفي النّاسِ مِنَ النّاسِ .. مَــقــايـيـسٌ و أشـباهُ
وفي الـعَينِ غِـنىً لِلعــَ .. ــيـنِ أن تَـنطِقَ أفـواهُ
و لِـلـقَلبِ على الـقلبِ .. دَلـيـلٌ حــيـنَ يَــلـقـاهُ
و ذو الـعُـرِّ إذا ما احـتَك .. ــكَ ذا الـصحَّـةِ أعـداهُ
و قالَ ابن رَشيق :
اختَرْ لِنَفسِكَ مَن تُعا .. دي كاختيارِكَ مَن تُصادِقْ
إنَّ العَدوَّ أخو الصَـديــ .. ـقِ وإن تَخالَفَتِ الطَرائِقْ
وقالَ شبيبُ بن شيبة لخالد بن صفوان :
مَن أحبُّ إخوانِكَ إليكَ ؟ ، قالَ :
"مَن سَدَّ خَلَلي ، و غَفَرَ زَللي ، و قَبِلَ عِلَلي "
فقلتُ :
أكـرِمْ بِـخِـلٍّ عـلـى الـعِـلاّتِ يَــقــبَـلُـنـي
هل في الأصاحِبِ مَن يَـخلو مِنَ الـعِـلَـلِ
إذا رأى عِــوَجــي بِـــالــنُّـصــحِ قَـوَّمَـنـي
يـَطـوي و يَـغـفِــرُ مـا يـُـؤذيــهِ مِـن زَلَـلي
قَـضـى الـحَوائِـجَ قَـبلَ السُـؤلِ حينَ رَأت
عَـيـنُ الـرِعـايـَةِ مـــا أَخفَيتُ مـــن خَـلَلِ
نِـعـمَ الـخَليلُ فَـإن أوتـيتَ مِـثـلَ أخــــي
فَاشكُرْ لِـــرَبـِّــكَ و احفَظْ صُحبَةَ الـرَجُــلِ
........................................
أسامة سليم