مجلة حـــــروف من نــــــــور مجلة حـــــروف من نــــــــور

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

عِصاميٌّ أم عِظاميّ ؟؟ .. بقلم الشاعر الكبير / اسامة سليم



( العِصاميَّةُ ) مَنسوبَةٌ الى عِصام الجَرميّ ، حاجِبُ النعمان
بن المُنذر ، لم يَكنْ عصامُ شَريفاً ، ولا نَشأَ في قَومِهِ ، ولكن
كانَ من أشَدّ الناسِ بأساً، وأفصَحهم لِساناً ، وأحزَمهم رأياً ،
وأقرَبهم الى النعمان ، وقالَ لهُ رجل يوماً : كيفَ بَلَغتَ هذهِ
المَنزلة من المَلك وأنتَ دَنيء الأصل ؟!، فَقالَ :
نَفسُ عصامٍ سَوَّدَت عِصاما .. وعَلَّمَتهُ الـكَـرَّ والإقداما
وصَــيَّـرَتـهُ سَـيّـداً هُـمـامـا
ويُقالُ :كنْ عِصاميّاً ولا تَكنْ عِظاميّاً ، أي افتَخرْ بِنَفسِكَ لا
بآبائِكَ الذينَ ماتوا وبَقِيَت عِظامُهم ، وكلُّ مَن ليسَ لهُ شَرَفٌ
قديم ، وشَرُفَ بِنَفسِه ، يُقالُ لهُ عِصاميّ .
قالَ الشاعر :
كن ابنَ مَن شِئتَ و اكتَسِبْ أدَباً
يُـغـنـيكَ مَـحـمـودُهُ عَنِ الـنَّـسَبِ
إنَّ الفتى مَــن يَـقـولُ هــا أنـا ذا
لـيسَ الـفتى مَـن يَقولُ كانَ أبي
وقالَ ابن دريد :
الـعـالـمُ الـعـاقـلُ ابـنُ نَـفـسِهِ
أغناهُ جنسُ عِلمِهِ عن جِنسِهِ
كـن ابنَ مَن شِئتَ وكنْ مُؤدَّباً
فـإنَّـمـا الـمَرءُ بِـفَـضلِ كَـيـسِهِ
ولـيـسَ مَــن تُـكـرِمُـهُ لِـغَـيـرِهِ
مـثـلَ الَّــذي تُـكـرِمُهُ لِـنَـفسِهِ
فقلتُ :
إن كــانَ لا بُــدَّ مـن إظـهـارِ مـأثُـرَةٍ
فافخَرْ بِنَفسِكَ لا بالمالِ و النَسَبِ
أبـــوكَ فِـعـلُكُ و الإحـسـانُ مَـنـبِتُهُ
ورَأسُ مـالِـكَ مــا أوعـيتَ مـن أدَبِ
وحِـرفَـةُ الـعَـفِّ فـي الـدُّنيا مُـروءَتُهُ
تَـسمو بِـهِ شَـرَفاً عـن ذِلَّـةِ الطَّلَبِ
لا يَــجــدَعُ الــعِـزَّ إلّا فَــخـرُ قـاعِـدَةٍ
بـالقالِ والآلِ والأسـبابِ والـحَسَبِ
لا تَــفـخَـرَنَّ بِــــإرثٍ أنــتَ لابِــسُـهُ
لا يَـسـتُرُ الـعِـرضَ إلّا جُـنَّـةُ الــدَأَبِ
الـمَـجـدُ يُـصـنَـعُ لا يـأتـيـكَ مَـوهِـبَةً
والإســمُ يَـخـلُدُ بـالإقـدامِ والـتَّـعَبِ
......................................

من ديواني ( بصمة قلم ) ...
للشاعر اسامة سليم

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

زوار المدونة

احصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

مجلة حـــــروف من نــــــــور

2016