يا أخي قمْ من سُباتِكْ
واَعتلِ رَكبَ الصّعودِ...
لمَ لا تلفحُ أوصالَكَ أنسامُ المدى؟
والوعدُ يكسو وَجهَكَ المختالَ صَوْنًا للنّهى...
أبدًا ما كانتِ الدّنيا سبيلًا للخلاصْ
وَلَعمري سوفَ تزهو للنّضالْ
تَحملُ الوعدَ المُناجي لِلأنامْ...
سِرْ إلى ساريةِ المجدِ المُتاخِمْ
لزفيرِ النّسماتِ الماجدةِ
لا تُجانِبْ عهدَ يومْ صاحَ كي تصبو،
لموتِ الموتِ حُرًّا...!
ذاتُكَ الحُرّةُ تأبى كلَّ سفافٍ رَذيلْ...
قمْ وعانِقْ مًهجَ الأرواحِ في اللّيلِ البهيمِ
واَحتَرقْ كي تعْشقَ الأحياءُ طعمًا لا يذوبْ!
كلُّ نفسٍ تلبسُ البدرَ مُحيًّا
موتُها مِن بعدُ لَنْ يُضحي اِخترامْ...!
أبدًا لن يغمُرَ الدّربَ صَهيلُ الشّرقِ في كلِّ الجوانبْ
ما تنَحّتْ خيلُ فارسْ... أو تَدجّى رّملُ عالِجْ...
أنتَ تدري أنّ خَيلي ستمُجُّ الموتَ بعدي؛
إنْ تُنودتْ لِتذوقَ الموتَ في أمرٍ ذليلْ!...
فَإذَنْ فَلْتتنكّبْ كلّ مجدٍ ليسَ منهُ طائلْ
وارْتَقِ الوشمَ الأبيَّ الآخذَ العزَّ العزيز
في مَدى ظلٍّ يسيرُ في طريقٍ يعزِفُ الحبَّ مَحارًا...
علّ سحرَ اللّيلِ يأتي برفيفٍ مُستطابٍ
عندما يَخلدُ فكرٌ راويًا سرَّ الوجودْ...
بعدَ أن سيمَ لُهاثٌ من خريفِ البُعدِ دَهرًا...
سِرّ سعد المَرءِ أن يغدُو فداءً لِلولاءْ...
يستطيبُ العيشَ في ظلِّ الجهادْ...
وهًنا يعزفُ فجري رَسمَ عُمرٍ اِنتظرناهُ
طوالَ الرّمَقِ الباسِمْ!!
مجّدَ الخطوَ فسيحًا لِلحيارى...
لا ينالُ الظّلُّ إلّا وَخزَ أقدامٍ كُسالَى لمْ تهبَّ لِلوصايةْ
وَلِدفعِ الوَرمِ الآخذِ في دنيا العجائبْ...
يا أخي عدّدْ مَنافينا وَوجْعَ اللّيلِ مهما عزّ فُقدانْ...
فهناكَ الغيمُ قدْ راحَ يُناديني أنا في كلِّ حِلٍّ وَرحيلْ... وَتمدُّدْ...
وَتقهقُرْ!
يا أخي قمْ وَتناوَلْ مَبسمَ الأيّامِ
حاوِرْها بوعدٍ خطَّ أوتارِ المَصيرْ...
لا تُصدّقْ نَزفَ نَصرٍ يَتَعاوَرْ!
كلُّها أنفاقُ خُلْدٍ، ثوبُ أفعَى...
موتُكَ المنثالُ بينَ الحُبِّ واَستمطارِ غَمسِ النّكباتِ؛
هوَ من يصنعُ منكَ اِلاِنتصارْ
قدْ يشُدُّكَ حنينٌ لِلطّريقِ والوصالْ...
فاستَقِمْ في سيرِكَ المُشتاقِ لِلوعدْ...
لا تُضيّعْ بَصماتِكْ...
ضيّعَ الصّمتُ مَدايَ المُرتجي جَلْجَلةَ، ما بَعدَها إلّا خلاصًا لِلنّزيفِ!
مَوْتُكَ اَلمُنثالُ بينَ الحُبِّ واَستمْطارِ نيرِ الشّقَواتِ
قُدْسُنا حَيْرَى، هناكَ الوَعدُ والوَعدْ
ما أُرادوها وفاءً لِلعهودْ
دُرّةُ تَقبعُ في غَيهَبِ مكرْ لِلوعودْ...
قدْ أرادوها طَعامًا لِلنّسورْ
يا أخي ضاعَ اِتّجاهي واَدلَهمّتْ خُطواتي...
واَنتَظرْنا... علّ عَونًا يرْتجيني
قدْ كبَتْ أحلامُهُمُ اِستكانوا واَستطابوا الأزَماتِ!
لا تُصدّقْ بيّناتٍ، كلُّها خُزعْبلاتٍ...
يا أخي قمْ وتناوَلْ مَبسَمَ الأيّامْ...
قمْ أخي واَرْتقِ عَزمًا وَفداءٍ
كلُّ عَيشٍ بعدَ هذا اليومِ، يَغشاهُ ضبابٌ...
لا تُهادنْ... لا تُوارِ كلُّ وجهٍ، فيهِ نابْ...
قمْ أخي واَمتَشقِ الحلمَ الأثيرْ...
واَبذُلِ النّفسَ رَخيصةْ...
إنّ موتًا فيهِ عِزٌّ؛ لَهْوَ قُدْسٌ لِلحياةِ...
.....
محمود ريان