إنّي تبصّرتُ الرّدى إذ ينعقُ
والرّوحُ من وخطِ الجوى إذ تخفِقُ
شجنٌ على شجنٍ أروحُ مودّعًا
والقلبُ من فرطِ النّوى يتمزّقُ
يا أحمدٌ كيف انطفأتَ مُخلّدًا
عمقَ السجيّةِ، وحيُها يتعملَقُ!
يا ليت آتيكَ الفضا في هبّةٍ
فالنّاسُ حسرى والقلوبُ تشهّقُ
كنتَ الجمالَ بكلّ هيبةِ شاعرٍ
وربيعَ أنْسٍ في الورى نتعشّقُ
كيف انفصلتَ عن الجموعِ ودفئها
أنت الرّؤى والكلّ فيكَ مُحدّقُ
هذي المنايا في البريّةِ صعقةٌ
إذ تستشيطُ الرّوحَ فيها تُحرقُ
إنّي أقمتُ على التعلّةِ بالشّفا
في دعوةٍ بالنّفسِ إذ تتعمّقُ
نبكيكَ قهرًا لا نكِلُّ مُودّعًا
وبنا مُصابٌ في الكلالةِ مُفتِقُ
تأتي المنايا حين تأتي جملةً
والخطبُ يبري مُهجتي يتفتّقُ!
هذي المنونُ وفي حماها عِبرةٌ
تمتاحُ قهرًا للبرايا وتُحرقُ
يُغضي على حشدِ الحياةِ مرتّلًا
قهرَ النّفوسِ بظُلّةٍ إذ تمحقُ!
....
محمود ريان