عَيْنِى عَلَى قَمَرٍ يُرَتِّلُ عِشْقَهُ
تَجْرِى بِهِ الأَشْوَاقُ مِنْ يَمٍ لِيَمْ
أَلْقَتْهُ فِى الأمْوَاجِ أُمُّ رُؤَاهُ لَا
مَعْصُومَ فِى الطُّوفَانِ إلَّا مَنْ رَحِمْ
فَمَشَى عَلَى جَمْرِ التَّجَارِبْ ذَاهِلًا
لَا مَاتَ بالحُلُمِ القَدِيمِ وَلَا سَلِمْ
شِعْرِى وَتُشْبِهُنِى مَلَامِحُ حُزْنِهِ
إنْ مَسَّهُ الجِنِّيُّ فَارتَعَشَ العَدَمْ
كَفَّاهُ أَطْوَلُ مِنْ زَمَانِ لِدَاتِهِ
وَرُؤَاهُ أَبْصَرُ فِى مَتَاهَتِ السُّدُمْ
يَأتِيْكَ مِنْ أَقْصَى المَدِينَةِ نَاصِحًا
فِى لُجَّةٍ سَوَّاقُهَا أعْمَى أَصَمْ
يَرْنُو إلَى اللاشىءِ.. تُخْلَقُ جَنَّةٌ
يَبْكِى مَنَ اللاشَىءِ يُبْتَكَرُ النَّدَمْ
تَارِيْخُ كَشْفِ الأوْلِيَاءِ بِكَفِّهِ
وَحَقِيْقَةُ الإسْرَاءِ فِيمَا قَدْ وَهِمْ
مَاشٍ إِلَى كَهْفِ الحَقِيْقَةِ خَاشِعًا
بالحُبِّ يُبْدِعُ بِالغَمَامَةِ قَلْبَ أُمْ
تَتَقَاذَفُ السَّكَرَاتُ حَبَّةَ قَلْبِهِ
لِيَفِيْضَ فِى الكَلِمَاتِ قُدْسِيَّ النَغَمْ
لَسْتَ ابنَ وَقتِكَ.. أنتَ بَعْدَكَ.. أنْتَ مَنْ
بَسَطَ الزَّمَانَ وَفَوقَهُ ذَبَحَ القَلَمْ
يَا تَائِهَا فِى البَحْرِ حَرْفُكَ سَارِبٌ
فَاتْبَعْ رِيَاحَكَ لَا تَقُلْ لِى لَا وَلَمْ
الشِّعْرُ أَنْ تَلِدَ القَصِيْدَةُ رَبَّهَا
فِى سَكْرَةِ الشَّبَقِ المُعَتَّقِ فِى الأَلَمْ
والعِشْقُ أنْ تَجِدَ العَشِيْقَةُ نَفْسَهَا
صَنَمًا.. فَتَعْبُدُ مَنْ تَعَبَّدَ لِلصَّنَمْ
أحْلَى القَصِيْدَةِ أنْ تَكُونَ عَشِيْقَةً
حَتَّى تُلَقِّنُكَ الفَنَاءَ فَمًا بِفَمْ
فَاغْرِسْ حُرُوفَكَ فِى البَيَاضِ وَرَوِّهَا
لَا مَوتَ لِلْحَرْفِ الَّذِى يُسْقَى بِدَمْ
لَا مَنْطِقٌ فِى الحُبِّ أَلْزَمُ حَدَّهُ
لَا مَوتَ فِى الجَسَدِ الصَّلِيْبِ وَلَا قَدَمْ
سَمْرَاءَ غَافِيَةَ الوِسَادِ بِلَيْلَةٍ
أهْدَابُهَا مِنْ أَلْفِ شَوْقٍ لَمْ تَنَمْ
لَا بَحْرَ يَتْرُكُهَا تُمَارِسُ غَيَّهَا
فِى حَانَةِ العِشْقِ المُرَفْرِفِ فِى الحَرَمْ
مَحْزُونَةُ الإيْقَاعِ مِثْلَ صَبِيَّةٍ
زُفَّتْ مَحَاسِنُهَا إِلَى رَجُلٍ هَرِمْ
مَقْسُومَةُ الأنْفَاسِ فِى أوْطَانِهَا
لَوْ كَانَ لِى وَطَنٌ يُفَكِّرُ مَا انْقَسَمْ
أَنَا طَيْرُ إبْرَاهِيمَ فَرَّقَنِى عَلَى
الأحْزَابِ مِنْ أيَّامِهَا لَم ألْتَئِمْ
.............
د . علاء جانب